رواية اقتسره العشق الفصل السابع "7" بقلم أميرة مدحت
الحرية أن تفعل ما لا تُريد..
وليس أن تفعل ما تُريد..
دخلت "ثُريــا" بخُطى ثابتة غُرفة مكتبــــه، فـ وجدتــه جالسًا أمام مكتبــه، وعلامات التفكير مُرتسمـة على تعبيراتــه، تنهدت بضيق وهي تحدجـه بنظرات قوية، فــ هو على تلك الحـالة مُنذ فترة طويلـة ولا تعلم السبب، تحركت ببُطء نحوه حتى وقفت أمامــــه ثم قالت بجدية:
-وبعدين يا شريف، هتفضل على الحالة دي لغايـة إمتى؟؟..
أخفض رأسـه ولم ينبس بكلمة واحدة، فــ تابعت:
-إنت بقالك فترة مش في حالتك، إيـه الحصل وقلب حالك بالشكل ده؟؟..
رد عليهـا بإقتضاب:
-ولا حاجـة يا ثُريا، متشغليش بالك.
سألتــه بإهتمام:
-قدرت تاخُد الأراضي النهاردة؟؟..
هتف بضيق أكبر:
-لأ.
صمتت قليلاً قبل أن تسألــه بضيق:
-إنت آخر مرة شوفت فيهـا إبنك كان إمتى؟؟..
نظر إليهــا من طرف عينيـهِ مُجيبًا:
-النهاردة.
أتسعت عينيهــا وهي تقول بـ حدة:
-معنى كلامك ده أن إللي سمعتـــه النهاردة صحيح.
هبّ واقفًا وهو يسألـــــها بحدة:
-سمعتي إيــه؟؟..
ردت عليهــا بحدة أشد:
-كل كلامهم على حكاية البنت إللي وقفت قُصادك ومنعتك من إنك تقرب منهم ومن أراضيهم وبيوتهم، حتى وصل الأمر إنها رفعت عليك السلاح.
بدأت نيران الغضب تشتعل بداخلـــه فـ هتفت بإنفعال:
-طيب البنت دي لازم تتربى، مينفعش نعدي إللي عملتــه ده، قول لإبنك يتصرف ويشوفلهــا أي مُصيبة تيجي تاخُدهــا.
قال "شريف" بلهجة قوية:
-متدخليش سيف فالموضوع.
تمتمت "ثُريا" بإستنكار:
-نعـــم!!.. أومال لازمـة إبنك إيــه؟؟.. خليـه يتصرف ويشوف البنت دي.
أشتدت لهجتـه قوة وهو يتمتم:
-أننا قولت سيف لأ، وملكيش دعوة بيه، كفايـة كُرهك من ناحيتهُ.
صرخت بغضب:
-يعني عايزني أحبــهُ؟؟..
على صوتـه فجأةً قائلاً بعصبية:
-وقفي الكلام ده، مش ناقص على آخر الليل دمي يتحرق.
كتمت باقي كلماتهــا التي كانت تودّ قولهــا، وبقت تحدجــه بغيظ، لم يعبئ بـ نظراتها بل تحرك من أمامهـــا متوجهًا نحو الخارج، ظلت واقفة كالصنم ولكن علامات الكُره لم تختفي من على وجههــا بل زادت، هتفت بغل شديد:
-بكرهك يا إبن النصـار، بكرهك.
---
بعد عدة ساعـات، عاد "سيف" إلى فيلتـــه ومازال الغضب يشتعل بداخلـــه وتلك اللمعة المُخيفة لم تختفي من عينــاه، ترجل عن سيارتــــه وهو يهدر بصوتٍ عالٍ لأحد الحراس، فـ أتى مهرولاً وأنتظر منه الأمر، نظرة من عينيــه وكان تحرك نحو السيارة لـيقودهـا نحو الجراج، تحرك بخُطى سريعة نحو الداخل، عقد ما بين حاجبيـهِ حينمـا وجد "يوسف" يجلس على الأريكـة وعلامات الغضب على وجهه، سـار نحوه وهو يسألــه بلهجة خشنـة:
-إيـه إللي جابك؟؟..
وثب "يوسف" واقفًا فـ قال بإمتعاض:
-يعني أنا جايلك وإنت تقولي جاي ليـه؟؟.. إيه السؤال ده؟؟..
قال "سيف" بلهجة عنيفة:
-بقولك إيــه يا يوسف، أنا إللي فيا مكفيني، جاي ليـه؟؟.. عاوز إيــه؟؟..
رفـع "يوسف" حاجبيـهِ للأعلى، وجد نفسـه يسحب سترتـه من على الأريكة وهو يقول بغضب:
-أنا ماشي.
وقبل أن يندفــع نحو الخـــارج كان جسد "سيف" أعترض طريقــه وهو يقول بضيق:
-معلش يا يوسف، بس دماغي مشغولـة ومش طايق أي حاجـة، يعني لولا أنك صاحبي..
صمت قليلاً قبل أن يقول بجدية:
-كان زماني مسكتك وأديتك علقة مُحترمـة أطلع بيهـا غضبي.
أتسعت عينــاه وهو يتراجع للخلف وقد همس تلقائيًا:
-ينهار أسود.
تمتم "سيف" وعينــــاه تلتمعان بقسوة:
-هو فعلاً أسود.
صمت "يوسف" قليلاً قبل أن يقول بإختناق:
-أنا جيت هنـا من كُتر الخنقـة، حسيت إني لو فضلت لوحدي هيجرالي حاجـة، عشان كده جيتلك.
رمقــه "سيف" بنظرات صامتـة، فـ تابـع:
-أنا هبات معاك الليلة دي.
حرك "سيف" رأســه قبل أن يُصيح بإسم كبيرة الخدم، أتت مُسرعة في خلال لحظات فقال بصيغة آمرة:
-خليهم يجهوزا أوضة لـ يوسف حالاً.
حركت رأسهـا بإيماءة خفيفة ثم عادت إلى الداخل، تنهد "سيف" بحرارة قائلاً:
-أنا رايــح أوضة التمرينات، محتاج أطلع الغضب إللي جوايا وإلا هنفجر.
أومئ "يوسف" برأســه هاتفًا:
-أنا بردو محتاج ده.
صعدا معًا إلى الطابق الأعلى حيثُ كان وصولهمـا لصالــة رياضيـة، دخلا الغُرفــة وبدأ كلاً منهمـا بنزع قميصـه، بدأ "سيف" بـ مُمارسة رياضة الضغط على الأرضيـة ليخرج الطاقة السلبية التي بداخله، في حين بدأ "يوسف" بـ الركض بسُرعة عاليـة أعلى اللعبة الشهيرة الماشيــة، وعقل كُلاً منهمــا في عالم آخر.
وليس أن تفعل ما تُريد..
دخلت "ثُريــا" بخُطى ثابتة غُرفة مكتبــــه، فـ وجدتــه جالسًا أمام مكتبــه، وعلامات التفكير مُرتسمـة على تعبيراتــه، تنهدت بضيق وهي تحدجـه بنظرات قوية، فــ هو على تلك الحـالة مُنذ فترة طويلـة ولا تعلم السبب، تحركت ببُطء نحوه حتى وقفت أمامــــه ثم قالت بجدية:
-وبعدين يا شريف، هتفضل على الحالة دي لغايـة إمتى؟؟..
أخفض رأسـه ولم ينبس بكلمة واحدة، فــ تابعت:
-إنت بقالك فترة مش في حالتك، إيـه الحصل وقلب حالك بالشكل ده؟؟..
رد عليهـا بإقتضاب:
-ولا حاجـة يا ثُريا، متشغليش بالك.
سألتــه بإهتمام:
-قدرت تاخُد الأراضي النهاردة؟؟..
هتف بضيق أكبر:
-لأ.
صمتت قليلاً قبل أن تسألــه بضيق:
-إنت آخر مرة شوفت فيهـا إبنك كان إمتى؟؟..
نظر إليهــا من طرف عينيـهِ مُجيبًا:
-النهاردة.
أتسعت عينيهــا وهي تقول بـ حدة:
-معنى كلامك ده أن إللي سمعتـــه النهاردة صحيح.
هبّ واقفًا وهو يسألـــــها بحدة:
-سمعتي إيــه؟؟..
ردت عليهــا بحدة أشد:
-كل كلامهم على حكاية البنت إللي وقفت قُصادك ومنعتك من إنك تقرب منهم ومن أراضيهم وبيوتهم، حتى وصل الأمر إنها رفعت عليك السلاح.
بدأت نيران الغضب تشتعل بداخلـــه فـ هتفت بإنفعال:
-طيب البنت دي لازم تتربى، مينفعش نعدي إللي عملتــه ده، قول لإبنك يتصرف ويشوفلهــا أي مُصيبة تيجي تاخُدهــا.
قال "شريف" بلهجة قوية:
-متدخليش سيف فالموضوع.
تمتمت "ثُريا" بإستنكار:
-نعـــم!!.. أومال لازمـة إبنك إيــه؟؟.. خليـه يتصرف ويشوف البنت دي.
أشتدت لهجتـه قوة وهو يتمتم:
-أننا قولت سيف لأ، وملكيش دعوة بيه، كفايـة كُرهك من ناحيتهُ.
صرخت بغضب:
-يعني عايزني أحبــهُ؟؟..
على صوتـه فجأةً قائلاً بعصبية:
-وقفي الكلام ده، مش ناقص على آخر الليل دمي يتحرق.
كتمت باقي كلماتهــا التي كانت تودّ قولهــا، وبقت تحدجــه بغيظ، لم يعبئ بـ نظراتها بل تحرك من أمامهـــا متوجهًا نحو الخارج، ظلت واقفة كالصنم ولكن علامات الكُره لم تختفي من على وجههــا بل زادت، هتفت بغل شديد:
-بكرهك يا إبن النصـار، بكرهك.
---
بعد عدة ساعـات، عاد "سيف" إلى فيلتـــه ومازال الغضب يشتعل بداخلـــه وتلك اللمعة المُخيفة لم تختفي من عينــاه، ترجل عن سيارتــــه وهو يهدر بصوتٍ عالٍ لأحد الحراس، فـ أتى مهرولاً وأنتظر منه الأمر، نظرة من عينيــه وكان تحرك نحو السيارة لـيقودهـا نحو الجراج، تحرك بخُطى سريعة نحو الداخل، عقد ما بين حاجبيـهِ حينمـا وجد "يوسف" يجلس على الأريكـة وعلامات الغضب على وجهه، سـار نحوه وهو يسألــه بلهجة خشنـة:
-إيـه إللي جابك؟؟..
وثب "يوسف" واقفًا فـ قال بإمتعاض:
-يعني أنا جايلك وإنت تقولي جاي ليـه؟؟.. إيه السؤال ده؟؟..
قال "سيف" بلهجة عنيفة:
-بقولك إيــه يا يوسف، أنا إللي فيا مكفيني، جاي ليـه؟؟.. عاوز إيــه؟؟..
رفـع "يوسف" حاجبيـهِ للأعلى، وجد نفسـه يسحب سترتـه من على الأريكة وهو يقول بغضب:
-أنا ماشي.
وقبل أن يندفــع نحو الخـــارج كان جسد "سيف" أعترض طريقــه وهو يقول بضيق:
-معلش يا يوسف، بس دماغي مشغولـة ومش طايق أي حاجـة، يعني لولا أنك صاحبي..
صمت قليلاً قبل أن يقول بجدية:
-كان زماني مسكتك وأديتك علقة مُحترمـة أطلع بيهـا غضبي.
أتسعت عينــاه وهو يتراجع للخلف وقد همس تلقائيًا:
-ينهار أسود.
تمتم "سيف" وعينــــاه تلتمعان بقسوة:
-هو فعلاً أسود.
صمت "يوسف" قليلاً قبل أن يقول بإختناق:
-أنا جيت هنـا من كُتر الخنقـة، حسيت إني لو فضلت لوحدي هيجرالي حاجـة، عشان كده جيتلك.
رمقــه "سيف" بنظرات صامتـة، فـ تابـع:
-أنا هبات معاك الليلة دي.
حرك "سيف" رأســه قبل أن يُصيح بإسم كبيرة الخدم، أتت مُسرعة في خلال لحظات فقال بصيغة آمرة:
-خليهم يجهوزا أوضة لـ يوسف حالاً.
حركت رأسهـا بإيماءة خفيفة ثم عادت إلى الداخل، تنهد "سيف" بحرارة قائلاً:
-أنا رايــح أوضة التمرينات، محتاج أطلع الغضب إللي جوايا وإلا هنفجر.
أومئ "يوسف" برأســه هاتفًا:
-أنا بردو محتاج ده.
صعدا معًا إلى الطابق الأعلى حيثُ كان وصولهمـا لصالــة رياضيـة، دخلا الغُرفــة وبدأ كلاً منهمـا بنزع قميصـه، بدأ "سيف" بـ مُمارسة رياضة الضغط على الأرضيـة ليخرج الطاقة السلبية التي بداخله، في حين بدأ "يوسف" بـ الركض بسُرعة عاليـة أعلى اللعبة الشهيرة الماشيــة، وعقل كُلاً منهمــا في عالم آخر.
رواية اقتسره العشق
تمددت على فراشهــا بعد أن أرتدت منامتهـــا باللون الأبيض، تنهدت بـ تعب.. فـ الأحداث كانت كثيرة عليهـا اليوم، فكرت سريعًا في حديث "سيف"، فـ أمتعضت ملامحهــا وهي تهمس:
-همجي.
كادت على وشك أن تغمض عينيهــا قبل أن تستمع صوت رنين هاتفهــا، أرتسمت علامات الحنق على وجهها وهي تعتدل في جلستهــــا، سحبتـه من على الكومود وهي تُسلط أنظارهــا على أسم المتصل، رفعت حاجبيهـــا بريبة وهي تهمس:
-برايڤت نمبر!!..
أنقبض قلبهــا نوعًا ما، فـ الرقم ليس مكتوب بل كُتب مكانهـــا رقمٍ خاص، بلعت ريقهــا بصعوبة قبل أن ترد على الهاتف، أتاهــا صوت رجولي أجش قائلاً:
-أهلاً أهلاً يا كـارمـا، كُنت مُتأكد إني هلاقيكي صاحية، تلاقيكي بتفكري في إللي حصل النهاردة، مش كده؟؟..
تسائلت بريبة:
-مين معايـــا؟؟..
لم يعبئ بـ سؤالهــا، بل تابــع قائلاً:
-بصراحة أنا مشوفتش زيك، ماسكة في إيدك سلاح، ومجهزة نفسك إنك مُمكن تتعرضي لضرب نـار، إيـــه الجبروت ده؟؟..
رددت "كارمـا" بـ حدة:
-بقولك إيـه، يا تقول إنت مين وعاوز إيــه، يا هقفل المُكالمـة.
سمعت قهقتـــه العاليـة فـ أغمضت عينيهــا محاولة السيطرة على أعصابهــا، سمعتــه يقول بلهجة خشنة:
-مش لازم تعرفي أنا مين، لكن إللي أقدر أقولـــه إنك يا بنت الحلال تبعدي، أبعدي أحسنلك عن الموضوع ده.
لم ترد عليــه، فـ تابـع مُضيفًا بجديـة:
-المرة دي إنتي لحقتي نفسك من الموت، المرة إللي جاية هتلاقي الرصاصة في راسك.
قالت "كارمــا" بإبتسامة واثقة:
-طيب أنا مبتهددش، وأعلى ما في خيلك أركبـــهُ.
سمعتـــه يقول بنفس لهجتهــا الواثقة:
-براحتك، أنا حذرتك، وإنتي عليكي تختاري، سـلام.
أغلق الهاتف، فـ تلاشت إبتسامتهـــا وهي تشعر بأنهــــا وقعت بداخل لعبـة كبيرة، همست بقوة:
-مش هنسحب، الحرب لسه في بدايتهــــا.
حركت رأسهــا إيجابيًا وهي تغمغم:
-هواجـه أي عقبة هتقابلني، مش هخـاف أبدًا.
غاص بداخل نومٍ عميق بعد أحداث التي رأهـــا، كانت صوت أنفاســـه تتحشرج.. بدا وكأنـه يُعاني من صعوبـة التنفس، بينمــا عقلـــه يحلم حلمًا غريبًا، ولكن كلمــا مرت لحظة من الحلم يزداد أختناقًا.. فقد وجد نفســــه واقفًا في مكان غريب، عقد ما بين حاجبيـهِ وهو يرى عدم وجود أي شخص يُسير في المكان، المكان هادئًا تمامًا إلا صوت الطيور وحفيف الأشجار، تحرك بخُطوات بطيئة في البداية ومع مرور ثواني وجد نفســـه يركض، إلى أين؟؟..
لا يعلم!!..
توقف فجـــأة وصوت أنفاســــه الاهثــة هو المُسيطر على المكان، ضيق عينيـهِ وهو يرى سيارة سوداء تقف على بعُد أمتــار، السيارة تُشبــه سيارة.. "كـارمــــا".
ركض نحو السيارة وقلبـــه يخفق بقوة حتى وصل، أتسعت عينـاه بهلع حينمــا وجدهـــا جالســــة بداخلهــا ولكن مُغمضة العينين، ويوجد جرح سطحي على جانب جبينهـــا، غيرُ أن هُناك الكثير من الدمــاء على ملابسهـــــا، فتح باب السيارة وهو يهدر برعُب:
-كـارمــاااا، كارمـا ردي عليا، كـارمــــااااااااا.
سمع صوتهــــا وهي تهمس بضعف:
-سيــف!!..
لف ذراعـــه حول خصرهـــا وهو يجذبهــــا إلى صدره هامسًا بلهفة:
-أنا جنبك، جنبك ومش هسيبك أبدًا.
فتحت عينيهـــا بضعف هامســة بوهن:
-كنت عـارفة إنك مش هتسبني، أرجوك ألحقنـي.
وضع ذراعــه الآخر أسفل ركبتيهــــا وهو يخبرهـــا بـ خوف:
-ماتقلقيش، مش هسمحلك إنك تروحي منـي، أنا مليش غيرك.
أغمضت عيناهـــا بتعب ثم رفعت ذراعيهــا ولفتهمـا حول عنقــه، دفنت وجههــا في عنقــه لتشهق فجــأة.. كانت شهقــة ألم، بينمــا حملهــا هو بين ذراعيـــــه الحديدتين راكضًا بعيد عن السيارة، دقيقة واحدة كانت أنفجرت السيارة، أستدار "سيف" إلى السيارة بـ عينين مذهولتين، ثم عاود النظر إلى "كارمــــا" فـ وجد أنها لا تُزال تنزف بغزارة.
تحرك نحو أحد الأشجــار الكبيرة، كي يضع "كارمـا" على الأرض وذراعـــه الأيمن لا يُزال محاوط خصرهـــا، رافعًا إياهـــا لتبقى رأسهـــا نائمـة على صدره، أبعد خُصلات شعرهـا المتناثرة عن وجههــا وهو يهمس بعُنف:
-كـارمـــا، إيـه إللي حصلك؟؟.. مين عمل فيكي كدا؟؟..
همست وهي تعض على شفتهـا السُفلى:
-كتير، كتير عملوا فيــا كدا، وفي إللي عايز يعمل.
فتحت عيناهـا نصف فتحـة وهي تُضيف:
-بس لسـه مظهروش.
همست مُضيفة بإعيــاء:
-أرجوك ألحقني، أنا حاسـة إني بموت خلاص.
قالت كلمتهـا الأخيرة وقد غلف الظلام عينيهـــا، أغمضت عينيهـــا بوهن شديد فاقدة الوعي بين ذراعيـــه، فـ صرخ بجنون بعد أن شعر بـإنسحاب روحــه ببُطء:
-كــارمـــاااااااااااا.
في تلك اللحظة أفــاق "سيف" من نومـــه منتفضًا بفزع وهو يتصبب عرقًا غزيرًا، أرتفــع صدره وهبط وكأنـه قد قطـع أميالاً في الركض وليس مُجرد كابوس هاجمــه، حدق لبرهــة في الفراغ أمامــه وهو مُتصلب الجسد، أستغرقــه الأمر عدة لحظات ليتمكن من تهدئـة أنفاســه اللاهثـة، أغمض عينيــهِ ساحبًا نفسًا عميقًا ثم زفره بقوة،
عاود فتح عينيــه هامسًا لنفسـه بتوتر:
-كابوس، كان مُجرد كابوس، كل حاجة هتبقى زي ما خططلهـــا.
أنزل ساقيــه ببُطء وانحنى بـ جذعــه للأمام قليلاً، وضع كلتــا يديـه على فروة شعره مُمرًا أصابعــه في خُصلات شعره قائلاً بقوة:
-بقينــا في خطر دلوقتـي، بس هتصرف، مش هسكُت.
أسدلت الشمس ستائرهــا مُعلنـة عن بدايـة يوم جديد، جلست "كارمـــا" على الأريكـة بإريحيـة ووضعت ساقهـا فوق أخرى وهي ترمق "رامي" بـ نظراتٍ جـــادة، سحب نفسًا عميقًا قبل أن يقول بجدية:
-ينفع إللي إنتي عملتيــه ده يا كـارمـا؟؟..
ردت بصوتٍ هادئ:
-للأسف يا رامي، إنت إللي غلط فالبدايـة، المفروض كنت إنت تبقى أول واحد تدعمنـي، مش أول واحد تقف ضدي.
هتف بغضب مكبوت:
-إنتي كُنتي هتموتي، لولا ستر ربنــا.
تمتمت بهدوء:
-مفيش حد بيموت ناقص عُمر.
زفر بـ حرارة وهو يسألهــا بإهتمام:
-طيب إنتي هتستفيدي إيـه من ده كلــهُ؟؟.. إنتي عرضتي حياتك للخطر، والموضوع ملوش علاقـة بيكي!!..
قالت "كارمــا" وهي تهز كتفيهــا:
-مش لازم تعرف يا رامي ليه بعمل ده، على الأقل دلوقتي.
حرك رأســه بيأس من عنادهــا، فـ تابعت وهي تُشير بيدهـا:
-بس أنا مش هقدر أسكت عن الظلم ده، فـ هتبقى معايــا ولا لأ؟؟..
رد عليهـا بتأكيد:
-وهي دي عايزة كلام، أكيد معاكي.
إبتسمت لـه إبتسامة خفيفة قبل أن تصل رسـالة إلى هاتفهــــا، ألتقطتــه من على الطاولـة وبدأت بـ قراءة الرسالة النصية، أتسعت عينيهــا قليلاً، ولكن تمالكت نفسهــا على آخر لحظة، أرتجف جسدهــا للحظة، فـ تسائل "رامي" بقلق:
-مالك يا كـارمــا؟؟.. في إيــه؟؟..
أبعدت خُصلــة مُتمردة من على وجههـا لتضعهــا خلف أذنهــا وهي تُجيب ببساطة زائفة:
-مفيش، متاخُدش في بالك.
حرك رأســه بالموافقة وهو يحدجهــا بـ دقـة، في حين همست "كـارمــا" بداخلهـــا بقلق:
-لو ده حصل فعلاً، هتبقى كـارثة، كارثة ومش هعرف ألحقهــا ولا أسيطر عليهــا.
"أَنَتْهَـاءُ الفَصْلُ السَّابِعُ"
-همجي.
كادت على وشك أن تغمض عينيهــا قبل أن تستمع صوت رنين هاتفهــا، أرتسمت علامات الحنق على وجهها وهي تعتدل في جلستهــــا، سحبتـه من على الكومود وهي تُسلط أنظارهــا على أسم المتصل، رفعت حاجبيهـــا بريبة وهي تهمس:
-برايڤت نمبر!!..
أنقبض قلبهــا نوعًا ما، فـ الرقم ليس مكتوب بل كُتب مكانهـــا رقمٍ خاص، بلعت ريقهــا بصعوبة قبل أن ترد على الهاتف، أتاهــا صوت رجولي أجش قائلاً:
-أهلاً أهلاً يا كـارمـا، كُنت مُتأكد إني هلاقيكي صاحية، تلاقيكي بتفكري في إللي حصل النهاردة، مش كده؟؟..
تسائلت بريبة:
-مين معايـــا؟؟..
لم يعبئ بـ سؤالهــا، بل تابــع قائلاً:
-بصراحة أنا مشوفتش زيك، ماسكة في إيدك سلاح، ومجهزة نفسك إنك مُمكن تتعرضي لضرب نـار، إيـــه الجبروت ده؟؟..
رددت "كارمـا" بـ حدة:
-بقولك إيـه، يا تقول إنت مين وعاوز إيــه، يا هقفل المُكالمـة.
سمعت قهقتـــه العاليـة فـ أغمضت عينيهــا محاولة السيطرة على أعصابهــا، سمعتــه يقول بلهجة خشنة:
-مش لازم تعرفي أنا مين، لكن إللي أقدر أقولـــه إنك يا بنت الحلال تبعدي، أبعدي أحسنلك عن الموضوع ده.
لم ترد عليــه، فـ تابـع مُضيفًا بجديـة:
-المرة دي إنتي لحقتي نفسك من الموت، المرة إللي جاية هتلاقي الرصاصة في راسك.
قالت "كارمــا" بإبتسامة واثقة:
-طيب أنا مبتهددش، وأعلى ما في خيلك أركبـــهُ.
سمعتـــه يقول بنفس لهجتهــا الواثقة:
-براحتك، أنا حذرتك، وإنتي عليكي تختاري، سـلام.
أغلق الهاتف، فـ تلاشت إبتسامتهـــا وهي تشعر بأنهــــا وقعت بداخل لعبـة كبيرة، همست بقوة:
-مش هنسحب، الحرب لسه في بدايتهــــا.
حركت رأسهــا إيجابيًا وهي تغمغم:
-هواجـه أي عقبة هتقابلني، مش هخـاف أبدًا.
غاص بداخل نومٍ عميق بعد أحداث التي رأهـــا، كانت صوت أنفاســـه تتحشرج.. بدا وكأنـه يُعاني من صعوبـة التنفس، بينمــا عقلـــه يحلم حلمًا غريبًا، ولكن كلمــا مرت لحظة من الحلم يزداد أختناقًا.. فقد وجد نفســــه واقفًا في مكان غريب، عقد ما بين حاجبيـهِ وهو يرى عدم وجود أي شخص يُسير في المكان، المكان هادئًا تمامًا إلا صوت الطيور وحفيف الأشجار، تحرك بخُطوات بطيئة في البداية ومع مرور ثواني وجد نفســـه يركض، إلى أين؟؟..
لا يعلم!!..
توقف فجـــأة وصوت أنفاســــه الاهثــة هو المُسيطر على المكان، ضيق عينيـهِ وهو يرى سيارة سوداء تقف على بعُد أمتــار، السيارة تُشبــه سيارة.. "كـارمــــا".
ركض نحو السيارة وقلبـــه يخفق بقوة حتى وصل، أتسعت عينـاه بهلع حينمــا وجدهـــا جالســــة بداخلهــا ولكن مُغمضة العينين، ويوجد جرح سطحي على جانب جبينهـــا، غيرُ أن هُناك الكثير من الدمــاء على ملابسهـــــا، فتح باب السيارة وهو يهدر برعُب:
-كـارمــاااا، كارمـا ردي عليا، كـارمــــااااااااا.
سمع صوتهــــا وهي تهمس بضعف:
-سيــف!!..
لف ذراعـــه حول خصرهـــا وهو يجذبهــــا إلى صدره هامسًا بلهفة:
-أنا جنبك، جنبك ومش هسيبك أبدًا.
فتحت عينيهـــا بضعف هامســة بوهن:
-كنت عـارفة إنك مش هتسبني، أرجوك ألحقنـي.
وضع ذراعــه الآخر أسفل ركبتيهــــا وهو يخبرهـــا بـ خوف:
-ماتقلقيش، مش هسمحلك إنك تروحي منـي، أنا مليش غيرك.
أغمضت عيناهـــا بتعب ثم رفعت ذراعيهــا ولفتهمـا حول عنقــه، دفنت وجههــا في عنقــه لتشهق فجــأة.. كانت شهقــة ألم، بينمــا حملهــا هو بين ذراعيـــــه الحديدتين راكضًا بعيد عن السيارة، دقيقة واحدة كانت أنفجرت السيارة، أستدار "سيف" إلى السيارة بـ عينين مذهولتين، ثم عاود النظر إلى "كارمــــا" فـ وجد أنها لا تُزال تنزف بغزارة.
تحرك نحو أحد الأشجــار الكبيرة، كي يضع "كارمـا" على الأرض وذراعـــه الأيمن لا يُزال محاوط خصرهـــا، رافعًا إياهـــا لتبقى رأسهـــا نائمـة على صدره، أبعد خُصلات شعرهـا المتناثرة عن وجههــا وهو يهمس بعُنف:
-كـارمـــا، إيـه إللي حصلك؟؟.. مين عمل فيكي كدا؟؟..
همست وهي تعض على شفتهـا السُفلى:
-كتير، كتير عملوا فيــا كدا، وفي إللي عايز يعمل.
فتحت عيناهـا نصف فتحـة وهي تُضيف:
-بس لسـه مظهروش.
همست مُضيفة بإعيــاء:
-أرجوك ألحقني، أنا حاسـة إني بموت خلاص.
قالت كلمتهـا الأخيرة وقد غلف الظلام عينيهـــا، أغمضت عينيهـــا بوهن شديد فاقدة الوعي بين ذراعيـــه، فـ صرخ بجنون بعد أن شعر بـإنسحاب روحــه ببُطء:
-كــارمـــاااااااااااا.
في تلك اللحظة أفــاق "سيف" من نومـــه منتفضًا بفزع وهو يتصبب عرقًا غزيرًا، أرتفــع صدره وهبط وكأنـه قد قطـع أميالاً في الركض وليس مُجرد كابوس هاجمــه، حدق لبرهــة في الفراغ أمامــه وهو مُتصلب الجسد، أستغرقــه الأمر عدة لحظات ليتمكن من تهدئـة أنفاســه اللاهثـة، أغمض عينيــهِ ساحبًا نفسًا عميقًا ثم زفره بقوة،
عاود فتح عينيــه هامسًا لنفسـه بتوتر:
-كابوس، كان مُجرد كابوس، كل حاجة هتبقى زي ما خططلهـــا.
أنزل ساقيــه ببُطء وانحنى بـ جذعــه للأمام قليلاً، وضع كلتــا يديـه على فروة شعره مُمرًا أصابعــه في خُصلات شعره قائلاً بقوة:
-بقينــا في خطر دلوقتـي، بس هتصرف، مش هسكُت.
أسدلت الشمس ستائرهــا مُعلنـة عن بدايـة يوم جديد، جلست "كارمـــا" على الأريكـة بإريحيـة ووضعت ساقهـا فوق أخرى وهي ترمق "رامي" بـ نظراتٍ جـــادة، سحب نفسًا عميقًا قبل أن يقول بجدية:
-ينفع إللي إنتي عملتيــه ده يا كـارمـا؟؟..
ردت بصوتٍ هادئ:
-للأسف يا رامي، إنت إللي غلط فالبدايـة، المفروض كنت إنت تبقى أول واحد تدعمنـي، مش أول واحد تقف ضدي.
هتف بغضب مكبوت:
-إنتي كُنتي هتموتي، لولا ستر ربنــا.
تمتمت بهدوء:
-مفيش حد بيموت ناقص عُمر.
زفر بـ حرارة وهو يسألهــا بإهتمام:
-طيب إنتي هتستفيدي إيـه من ده كلــهُ؟؟.. إنتي عرضتي حياتك للخطر، والموضوع ملوش علاقـة بيكي!!..
قالت "كارمــا" وهي تهز كتفيهــا:
-مش لازم تعرف يا رامي ليه بعمل ده، على الأقل دلوقتي.
حرك رأســه بيأس من عنادهــا، فـ تابعت وهي تُشير بيدهـا:
-بس أنا مش هقدر أسكت عن الظلم ده، فـ هتبقى معايــا ولا لأ؟؟..
رد عليهـا بتأكيد:
-وهي دي عايزة كلام، أكيد معاكي.
إبتسمت لـه إبتسامة خفيفة قبل أن تصل رسـالة إلى هاتفهــــا، ألتقطتــه من على الطاولـة وبدأت بـ قراءة الرسالة النصية، أتسعت عينيهــا قليلاً، ولكن تمالكت نفسهــا على آخر لحظة، أرتجف جسدهــا للحظة، فـ تسائل "رامي" بقلق:
-مالك يا كـارمــا؟؟.. في إيــه؟؟..
أبعدت خُصلــة مُتمردة من على وجههـا لتضعهــا خلف أذنهــا وهي تُجيب ببساطة زائفة:
-مفيش، متاخُدش في بالك.
حرك رأســه بالموافقة وهو يحدجهــا بـ دقـة، في حين همست "كـارمــا" بداخلهـــا بقلق:
-لو ده حصل فعلاً، هتبقى كـارثة، كارثة ومش هعرف ألحقهــا ولا أسيطر عليهــا.
"أَنَتْهَـاءُ الفَصْلُ السَّابِعُ"
- الفصل الثامن أنقر هُنا
- دخول إلى فهرس الرواية كاملة يحتوي على جميع الحلقات أضغط هنا