اقتسره العشق الفصل الخامس "5" كامل بقلم الكاتبة أميرة مدحت
******
رواية اقتسره العشق |
رواية اقتسره العشق الفصل الخامس 5
أموت من فُراقك..
وأموت من لُقائك..
شعر "يوسف" وكأن الكلمة قد أنغرست في قلبــه، وذابت في حجراتــه لتندفـع مع دمائــه إلى عروقــه وتسري فيهــا كالنيــران، ذلك الألم القاسي الذي أجتاحــــه بكل قوة، توقفت عقـارب الساعـة، وظل مُتسمرًا في مكانـــه محاولاً إستيعاب الواقع الذي أمامــه، راقب "ســامر" ردة فعلــــه الغريبة بـ نظرات مُتعجبـة، ولكن لم يهتم بل تحرك نحو الغُرفة التي ترقد فيهـــا زوجتــــه تاركًا إيــــاه في صدمتــه.
أحمرت عيني "يوسف" بقوة كــ جمرتي من النــار، ذلك الألم الذي يزداد في قلبــه يكاد أن يكون على وشك قتلــــه، شعر بأنــه يختنق فـ وضع يده على صدره ودون أن يفكر مرتين، تحرك بخُطى سريعة إلى الأسفل وتحديدًا نحو حديقة المشفى، وقف أخيرًا أمام أحد الطاولات، ثم بدأ يسحب نفسًا عميقًا ويزفره على مَهَل، أستمر على فعل ذلك حتى شعر بأنــه أستعاد سيطرتــه على أعصابــه، حرك يده التي كان يضعهـا على صدره إلى الأعلى ليخلل خُصلات شعره بقوة وهو يهمس بألم:
-ملقتش يا قلبي غير واحدة متجوزة تعشقهــا!!!..
إن فات عليك الهوى قول للهوى استنى
وأسـأل ع إللي أنكوى في الحُب وأتهنى
سمع ذلك اللحن الشهير لأغنية شاديـة من على شفتي فتـاة تجلس على الطاولة التي تقع بجانب طاولتــه، أغمض عينــاه للحظاتٍ معدودة ثم فتحهمـــا وقد عزم على أن يكون بجوارهــا، سيطمئن فقط عليهـا وبعدهـا سيغادر.. ليس من الغُرفة.. أو من المشفى.. بل من حياتهـــــا.
دقيقتين وكان يقف أمام باب غُرفتهــا، أغمض عينيــه بألم وهو يرى نفسـه عاجزًا عن الدخول، مسح على وجهه بقوة محاولاً أن يستمد القوة، جحظت عينيــه فجـأة عندمــا سمع صوت صراخهـــــا وبُكائهــا المرير الذي يفطر القلوب، حاول أن يقنـع ذاتـه بوجود زوجهــا سيكون تأثيره إيجابيًا عليهــا، ولكن سمع صوتـه وهو يصرخ فيهـا بغلظة بأن تتوقف عن البُكاء، أنقبض قلبـه نوعًا مـا ومع صرخة الألم والفزع التي أنطلقت من حنجرة حبيبتــه، ودون أن يضيع ثانية واحدة كان يقتحم الغُرفة وشهد بأعينـه ما يحدث حيثُ وجده يقبض على ذراعهـــا بعُنف هادرًا بقسوة:
-بطلي عياط بقـااااا، وقومي جهزي نفسك عشان هنمشي.
صــاح "يوسف" مُستنكرًا:
-إيــه إللي بتعملــــه ده؟!..
أقترب منـــه محاولاً فصل بينهمــا قائلاً بصوتٍ مُتشنج:
-إيـه الأسلوب ده، دي مراتك وأمهـا لسـه متوفية، هي دي المُعاملة إللي المفروض تعملهلهــا!!!..
صرخ "سامر" وهو يدفعـه:
-وإنت مالك يا جدع إنت، دي مراتي، أعمل إللي أنا عايزهُ، مش من حقك تدخل.
هتف فيـه "يوسف" بصرامة:
-لأ من حقي ونص، أنـا رئيسهــا في الشُغل، ومش هسمح بالمهذلة دي تحصل.
قبل أن ينطق "سامر" بـ حرف، كان هو واضعًا يده على كفـه المُمسك بـ ذراعهـا مخلصًا "سـارة" منـه، ثم تمتم بصوتٍ قوي:
-أنا عايز أفهم إيـه الأسلوب ده!!. المفروض تدعمهــا مش تخليهـــا تتعب أكتر.
هدر "سامر" بغلظة:
-إنت هتجنني، أنا جوزهـا وهاخدهــا معايا، وبعدين إللي إنت بتعملـه ده مش هسكت عليـه.
نظر "يوسف" إليـه وقد هدأت ثائرتـه وقـال ساخرًا:
-أعلى ما في خيلك أركبــهُ، بس أنا مش هتحرك من هنــا.
رفع إصبعــه، وأشـار لـه مُضيفًا بصوتٍ قاسٍ:
-وإنت أكيد هتاخدهـا معاك بس لمـا حالتهــا تتحسن، وإنت أصلاً مش من حقك تاخُدهـــا بطريقة الهمجية دي، أُقسم بالله لو عملتهـا بالطريقة دي تاني لأجبلك الأمن يخروجك برا المُستشفى.
قال كلمتـه الأخيرة وهو يلتفت برأســه ليجدهــــا تبكي بُكاءًا حارًا، وصدرهـا يعلو ويهبط بعُنف، وأنفاسهـــا غير مُنتظمة، أعتصر قلبـه بقوة وهو يراهــا في حالة ضعف، عاود النظر إلى وجه زوجهــا هادرًا بصوتٍ غاضب:
-وياريت لو تكرمت تروح تجيب دكتور بسُرعة عشـان حالتهـــــا.
حدجــه "سـامر" بـ نظرات مغتاظة، ولكن أضطر أن يصمت ولو مؤقتًا، تحرك بخطوات سريعة نحو الخـارج لـ يستدعى الطبيب، بينمــا أستدار "يوسف" بـ جسده نحوهـــا فـ وجد أن حالتهــا أزدادت سوءًا، تبكي بحرقة وهي تهمس بألم:
-مامـااا.
أغمض عينيــه بقوة وهو يلكم الحائط فجـأة بـ قبضة يده، هادرًا بصوتٍ غاضب مكبوت:
-إزاي؟؟.. إزااااااااااي تتجوز واحد *** زي ده؟!!..
لحظـات وكان يلج الطبيب للداخل بخُطوات مُسرعة، وقعت عينـاه على مريضتــه، فـ أستدار بجسده نحو المُمرضة الشابـة قائلاً بصيغة آمرة:
-عايز حُقنـة مُهدئـة.
ردّت "المُمرضة" بخفوت وهي تُحرك رأسها بالإيجاب :
-حاضر يا دكتور.
أنصرفت مُسرعة لتفعل ما طلبهُ الطبيب، ثوانٍ وكأنها ساعات بالنسبة إليهم مرت، حتى أحضرت المُمرضة الشابة إبرة طبية مليئة بالمواد المُهدئة للأعصـاب وأعطتهُ لهُ بحذر، أخذ الطبيب الإبرة الطبية ووجه نظرهُ على المريضة نظراتٍ جادة، في حين وقف "ســامر" يرمق "يوسف" بـ نظرات غاضبة مُظلمـة، لم يعبئ الأخير بـ نظراتــه بل عقلـه وقلبــه في تلك اللحظة كان معهــا هي.. هي فقـط.
أعترتــه الراحة حينمـا وجدهــا قد نامت تحت تأثير المُهدئ، جلس "سـامر" على المقعد القريب من فراش "سـارة"، بينمـا سـار "يوسف" في أتجـه المقعد الثاني، وجلس عليـه ثم وضع ساقــه فوق الأُخرى، قال "سامر" بضيق:
-إنت هتقعد؟؟..
أسترخى "يوسف" أكثر في جلستـه مُجيبًا ببرود:
-طبعًا، مش لازم يكون في حد معاك عشان يونسك بدل قعدتك دي؟؟..
قال "سامر" بضيق أكبر:
-بس أنا مش حابب إنك تكون معايـا.
رد عليه ببرود أشد:
-أنا بقا حابب، فـ أحترم رغبتي.
رمقــه بغيظٍ شديد ثم حرك رأسـه ناحية زوجتــه وهو يتواعد بداخلــه لهـا، على الرغم من برود ملامـح وجه "يوسف"، إلا أنـه كان هُنــاك نـــار بداخلــه، لو خرجت.. فـ ستحرق الأخضر واليابس، ودون شعور منــه أشتعلت عينيـهِ بالنيران، عينـان بدتـا كـ قطعتين من اللهب أو الجحيم.
وأموت من لُقائك..
شعر "يوسف" وكأن الكلمة قد أنغرست في قلبــه، وذابت في حجراتــه لتندفـع مع دمائــه إلى عروقــه وتسري فيهــا كالنيــران، ذلك الألم القاسي الذي أجتاحــــه بكل قوة، توقفت عقـارب الساعـة، وظل مُتسمرًا في مكانـــه محاولاً إستيعاب الواقع الذي أمامــه، راقب "ســامر" ردة فعلــــه الغريبة بـ نظرات مُتعجبـة، ولكن لم يهتم بل تحرك نحو الغُرفة التي ترقد فيهـــا زوجتــــه تاركًا إيــــاه في صدمتــه.
أحمرت عيني "يوسف" بقوة كــ جمرتي من النــار، ذلك الألم الذي يزداد في قلبــه يكاد أن يكون على وشك قتلــــه، شعر بأنــه يختنق فـ وضع يده على صدره ودون أن يفكر مرتين، تحرك بخُطى سريعة إلى الأسفل وتحديدًا نحو حديقة المشفى، وقف أخيرًا أمام أحد الطاولات، ثم بدأ يسحب نفسًا عميقًا ويزفره على مَهَل، أستمر على فعل ذلك حتى شعر بأنــه أستعاد سيطرتــه على أعصابــه، حرك يده التي كان يضعهـا على صدره إلى الأعلى ليخلل خُصلات شعره بقوة وهو يهمس بألم:
-ملقتش يا قلبي غير واحدة متجوزة تعشقهــا!!!..
إن فات عليك الهوى قول للهوى استنى
وأسـأل ع إللي أنكوى في الحُب وأتهنى
سمع ذلك اللحن الشهير لأغنية شاديـة من على شفتي فتـاة تجلس على الطاولة التي تقع بجانب طاولتــه، أغمض عينــاه للحظاتٍ معدودة ثم فتحهمـــا وقد عزم على أن يكون بجوارهــا، سيطمئن فقط عليهـا وبعدهـا سيغادر.. ليس من الغُرفة.. أو من المشفى.. بل من حياتهـــــا.
دقيقتين وكان يقف أمام باب غُرفتهــا، أغمض عينيــه بألم وهو يرى نفسـه عاجزًا عن الدخول، مسح على وجهه بقوة محاولاً أن يستمد القوة، جحظت عينيــه فجـأة عندمــا سمع صوت صراخهـــــا وبُكائهــا المرير الذي يفطر القلوب، حاول أن يقنـع ذاتـه بوجود زوجهــا سيكون تأثيره إيجابيًا عليهــا، ولكن سمع صوتـه وهو يصرخ فيهـا بغلظة بأن تتوقف عن البُكاء، أنقبض قلبـه نوعًا مـا ومع صرخة الألم والفزع التي أنطلقت من حنجرة حبيبتــه، ودون أن يضيع ثانية واحدة كان يقتحم الغُرفة وشهد بأعينـه ما يحدث حيثُ وجده يقبض على ذراعهـــا بعُنف هادرًا بقسوة:
-بطلي عياط بقـااااا، وقومي جهزي نفسك عشان هنمشي.
صــاح "يوسف" مُستنكرًا:
-إيــه إللي بتعملــــه ده؟!..
أقترب منـــه محاولاً فصل بينهمــا قائلاً بصوتٍ مُتشنج:
-إيـه الأسلوب ده، دي مراتك وأمهـا لسـه متوفية، هي دي المُعاملة إللي المفروض تعملهلهــا!!!..
صرخ "سامر" وهو يدفعـه:
-وإنت مالك يا جدع إنت، دي مراتي، أعمل إللي أنا عايزهُ، مش من حقك تدخل.
هتف فيـه "يوسف" بصرامة:
-لأ من حقي ونص، أنـا رئيسهــا في الشُغل، ومش هسمح بالمهذلة دي تحصل.
قبل أن ينطق "سامر" بـ حرف، كان هو واضعًا يده على كفـه المُمسك بـ ذراعهـا مخلصًا "سـارة" منـه، ثم تمتم بصوتٍ قوي:
-أنا عايز أفهم إيـه الأسلوب ده!!. المفروض تدعمهــا مش تخليهـــا تتعب أكتر.
هدر "سامر" بغلظة:
-إنت هتجنني، أنا جوزهـا وهاخدهــا معايا، وبعدين إللي إنت بتعملـه ده مش هسكت عليـه.
نظر "يوسف" إليـه وقد هدأت ثائرتـه وقـال ساخرًا:
-أعلى ما في خيلك أركبــهُ، بس أنا مش هتحرك من هنــا.
رفع إصبعــه، وأشـار لـه مُضيفًا بصوتٍ قاسٍ:
-وإنت أكيد هتاخدهـا معاك بس لمـا حالتهــا تتحسن، وإنت أصلاً مش من حقك تاخُدهـــا بطريقة الهمجية دي، أُقسم بالله لو عملتهـا بالطريقة دي تاني لأجبلك الأمن يخروجك برا المُستشفى.
قال كلمتـه الأخيرة وهو يلتفت برأســه ليجدهــــا تبكي بُكاءًا حارًا، وصدرهـا يعلو ويهبط بعُنف، وأنفاسهـــا غير مُنتظمة، أعتصر قلبـه بقوة وهو يراهــا في حالة ضعف، عاود النظر إلى وجه زوجهــا هادرًا بصوتٍ غاضب:
-وياريت لو تكرمت تروح تجيب دكتور بسُرعة عشـان حالتهـــــا.
حدجــه "سـامر" بـ نظرات مغتاظة، ولكن أضطر أن يصمت ولو مؤقتًا، تحرك بخطوات سريعة نحو الخـارج لـ يستدعى الطبيب، بينمــا أستدار "يوسف" بـ جسده نحوهـــا فـ وجد أن حالتهــا أزدادت سوءًا، تبكي بحرقة وهي تهمس بألم:
-مامـااا.
أغمض عينيــه بقوة وهو يلكم الحائط فجـأة بـ قبضة يده، هادرًا بصوتٍ غاضب مكبوت:
-إزاي؟؟.. إزااااااااااي تتجوز واحد *** زي ده؟!!..
لحظـات وكان يلج الطبيب للداخل بخُطوات مُسرعة، وقعت عينـاه على مريضتــه، فـ أستدار بجسده نحو المُمرضة الشابـة قائلاً بصيغة آمرة:
-عايز حُقنـة مُهدئـة.
ردّت "المُمرضة" بخفوت وهي تُحرك رأسها بالإيجاب :
-حاضر يا دكتور.
أنصرفت مُسرعة لتفعل ما طلبهُ الطبيب، ثوانٍ وكأنها ساعات بالنسبة إليهم مرت، حتى أحضرت المُمرضة الشابة إبرة طبية مليئة بالمواد المُهدئة للأعصـاب وأعطتهُ لهُ بحذر، أخذ الطبيب الإبرة الطبية ووجه نظرهُ على المريضة نظراتٍ جادة، في حين وقف "ســامر" يرمق "يوسف" بـ نظرات غاضبة مُظلمـة، لم يعبئ الأخير بـ نظراتــه بل عقلـه وقلبــه في تلك اللحظة كان معهــا هي.. هي فقـط.
أعترتــه الراحة حينمـا وجدهــا قد نامت تحت تأثير المُهدئ، جلس "سـامر" على المقعد القريب من فراش "سـارة"، بينمـا سـار "يوسف" في أتجـه المقعد الثاني، وجلس عليـه ثم وضع ساقــه فوق الأُخرى، قال "سامر" بضيق:
-إنت هتقعد؟؟..
أسترخى "يوسف" أكثر في جلستـه مُجيبًا ببرود:
-طبعًا، مش لازم يكون في حد معاك عشان يونسك بدل قعدتك دي؟؟..
قال "سامر" بضيق أكبر:
-بس أنا مش حابب إنك تكون معايـا.
رد عليه ببرود أشد:
-أنا بقا حابب، فـ أحترم رغبتي.
رمقــه بغيظٍ شديد ثم حرك رأسـه ناحية زوجتــه وهو يتواعد بداخلــه لهـا، على الرغم من برود ملامـح وجه "يوسف"، إلا أنـه كان هُنــاك نـــار بداخلــه، لو خرجت.. فـ ستحرق الأخضر واليابس، ودون شعور منــه أشتعلت عينيـهِ بالنيران، عينـان بدتـا كـ قطعتين من اللهب أو الجحيم.
******
تكمله الفصل الخامس من رواية اقتسره العشق
في صبـاح يوم التـالي، أستغل "يوسف" فُرصـة ذهاب "سـامر" من المشفى مؤقتًا، فـ قام بـ دفن والدتهـــا في مقابر عائلتهــا، بحضور قلـة قليلة ممن على صلـة بهـا، وما أن أنهى كل ذلك، حتى عـاد إلى المشفى فـ وجدهـــا مازالت أسيرة غيبوبتهـــا، وبعد جلوســه بفترة ليست بـ طويلة، وجد زوجهـــا يدخل، فـ تهجمت ملامحـــه أكثر وقد شعر بأن هُناك من أعتصر قلبـــه بعُنف.
******
كانت الســاعة الثالثة عصرًا حينمـــا خرجت "كـارمــا" من منزلهـــا وعلامـات وجههــا لا تبشر بالخير على الإطلاق، كانت خُصلاتهـا السوداء قد تركتهــا حرة تنساب على وجههــا وعنقهـا بجاذبية.. فـ بدت آية من الجمـال، سمعت رنين هاتفهـــا فـ أخرجتـه من جيب بنطالهــــا الأسود وردت بدون أن ترة المتصل وهي تقول:
-أيوة؟؟..
سمعت صوت "رامي" وهو يصرخ عاليًا:
-إنتي فين يا كـارمــا؟؟.. أوعي تكوني رايحلهم.
كانت تُسير بخُطى متعجلة حتى تصل إلى الوقت المناسب، فـ قالت بلهجة قوية:
-آه هروحلهم، ومحدش هيقدر يمنعني المرة دي.
هتف "رامي" بتهديد صريح:
-لو روحتلهم يا كـارمـا، يبقى إللي بينـا خلص.
توقفت مكانهـــا فجأة أثر جُملتــه، صمتت قليلاً ثم إبتسمت بالامبالاة وهي تقول:
-طالمًا إنت عاوز كده يبقى براحتك، كـارمـا عزيـز مش بتتهدد يا رامي، سـلام.
أغلقت الهاتف معــه وهي تعاود السير إلى الجهة الشرقية، أخرجت سلاحهــا وهي تقول بشراسة:
-يبقى يقابلني لو فكر ياخد بيت من بيوتهم.
******
أصر على قيادة سيارتـه بنفســه عبر الطريق بسرعة عالية إلى حد ما، لم يتوقف عقلـه للحظة عن التفكير في مـا سيحدث، وضع "سيف" نظارتـه القاتمة على عينيـهِ، سحب نفسًا عميقًا وهو يهمس بداخلــه:
كــارمــا رمز القوة والكبريـاء
لذلك دخلت الحرب بـ ثقــة
لن تتوقف
على الرغم من الخطر
الذي يقترب منهــا بكُل هدوء
******
بدأت "كارمـــا" بـ زرع أفكـار التمرد لـ القرويين، بعدمـا علمت أن رجــال "شريف" قد أعطوا الأوامر لهم بأن لا يزرعوا، لكي يضع يده على أراضيهم، فـ بدأ يتشكل التمرد، تحول خوفهم إلى قوة هائلة، أستطاعت بـ كلماتهــا أن تنزع مخاوفهم، فـ زادت ثقتهــا أكثر، فهي الآن على وشك دخول حرب..
أجتمع جميـع القرويين في نفس اللحظة الذي توقفت فيهـا ثلاثة سيارات، خرج رجال "شريف" أولاً من السيارتين وكُلاً منهم يحمل سلاح، ترجل "شريف" بهدوء من السيارة الثالثة بعد أن فتـح لـه أحد رجـالـه باب السيارة، ثم سـار عدة خُطوات ثابتـة حتى وقف أمامهـــــا.. "كـارمـا الحكيم"
وقفت أمامـــــه بخيلاء رافعة ذقنهـا بتلقائية، ترمقــه بتحدٍ سافـر وإبتسامــة واثقة قد أرتسمت على ثغرهـا، بداخلهــا غضب مكتوم تجـاه ذلك الشخص الذي يريد أن يستحوذ على أراضي بدون رضـا القرويين، أستمعت إليـهِ بإنتبـاه حينمـا قال:
-لمـا قالولي إنك روحتي لإبني تهدديـه وإنك بدأتي توزعي أفكـار التمرد هنـا، مصدقتـش أن في نموذج بالشكل ده.
ردت عليـهِ ببساطة:
-لأ صدق، لازم تصدق يا شريف بيـه، لأن إللي قُدامك دي مش هتسكت لو فكرت تقرب من أي حد فينـا.
صمت قليلاً قبل أن يقول بجدية:
-إنتي شُجاعة أوي يا كارمـا، بس للأسف.. شجاعتك دي هتوديكي في داهيــة.
أرتفع حاجبهـا وهي تقول ببرود:
-شُكرًا على المعلومـة، بس زي ما قولتلك مش هتقرب من أراضيهم.
عقد ما بين حاجبيـهِ مُتسائلاً بتهكم:
-شكلك مستغنية عن عُمرك.
حركت كفيهـا قائلة بإبتسامة جليدية:
-امم حاجة زي كده، بس أنـا بقول مش هتقرب منهم لأن مفيش حد موافق أن يبيع أرضـه.
أستدارت بجسدهـا للقرويين، رفعت ذقنهــا وكأنهـا ولدت مرفوعة الذقن، ثم تسائلت بصوتٍ عال:
-حد موافق أنه يبيع بيتـه وأرضــه لشريف بيـه عشان يبني المصنـع؟؟..
علت أصواتهم وهم يقولون بلهجة ثابتـة:
-مش موافقين.. محدش موافق..
أتسعت إبتسامتهــا وهي تلتفت إلى "شريف" الذي تحول وجهه إلى غضب مكتوم، هتفت ببرود شديد:
-شوفت يا شريف بيـه، محدش موافق.
هتف بغضب جـامح:
-إنتي السبب، وأنا مش هسكت عن ده.
بنفس اللحظة كان السلاحين أمام بعضهمـا، كل منهم أخرج سلاحـه في وجه الآخر، تحركت أنظارهــــا نحو رجــالـــه الذين أخرجوا أسلحتهم ولكن أشــار إليهم "شريف" بـ كفــه الآخر فـ أطاعوا أمره، بينمـا القرويين يشاهدون ذلك الحدث بذهول مصدوم، ولكن لم ينبس أحدهم بكلمـة واحدة، هتف "شريف" بجمود رغم الغضب الذي يتراقص بداخل عينيـهِ:
-متخلنيش أعمل تصرف أنا مش حابـهُ.
أجابتــه بجمود مريب:
-أعمل إللي إنت عايزهُ، بس بردو مش هتقرب منهم، وإلا هتعامل معاك بالقانون.
-إيــــــه إللي بيحصـل ده؟؟!!!..
رأسهـا لا إراديًا إلتفتت في إتجاه الصوت لتصدق تخمينـه، إنــه هـو!!.. يقف على بُعد أمتــار قليلة ويدنو منهم مهرول هادرًا بصوتٍ جهوري:
-نزلوا السلاح حالاً، هو إحنـا عايشين فين؟؟.. في غابـة وأنا معرفش.
هدرت فيـه بشراسة:
-أيوة غابـة يا سيف ياإبن النصـار، لمـا أبوك يحـاول ياخُد الأراضي والبيوت بقوة والسلاح يبقى ده أسمــه إيــــــه؟؟..
أتسعت عينـاه وهو ينظر إليهــا، وزاد أنعقاد حاجبيهِ قائلاً بعُنف:
-نزلي سلاحك يا كـارمــا، وإلا هتشوفي تصرف مني عُمرك ما هتنسيــه.
صرخت "كارما" بـ المُقابل:
-إنت عارف إني مبخافش، فـ مفيش داعي لتهديداتك.
رمقهـا بـ نظرة قاسية أخيرة ثم حرك رأسـه ناحيـة والده وهو يقول بصوتٍ حاول إخراجـه هادئ:
-طيب نزل إنت السلاح ياريت، مينفعش إللي بيحصل ده.
أخفض والده سلاحـه وهو يحاول أن يسيطر على أعصابـه الثائرة، رفعت "كارمـا" ذقنهـا أكثر وهي تُخفض سلاحهــــا أيضًا، رفع "سيف" وجهه ينظر إليهـا بـ ملامـح صخرية وعينين مُخيفتين، وهي تبادلــه نظراتٍ قوية لا تخشى، ثم قالت بجدية:
-ياريت تخلي والدك يصرف النظر عن الأراضي والبيوت، لأن محدش هيبيع يا سيف باشـــا.
سـاد صمت قاتــــل، لا يصل إلى مسامعهم سوى صوت الريـاح بعد أصطدامهـــا بأغصان الأشجـار، كانت عينيّ "سيف" صامتتين.. غير مقروئتين، لكنهمـا كـ عينيّ الوحش يوشك على الإنقضاض عليهـا في أي لحظة، بينمـا الغضب الذي كان بداخل عينيهـــا أختفى، وحل مكانهمـا الهدوء..
قـاطع ذلك الهدوء، هو صوت طلقات ناريــة، حرك الجميـع رُووسهم محاولين إستكشاف المكان الذي أتى منـه تلك ثلاث طلقـات، أخترقت طلقتين منهم جسدهــــا، فـ أغمضت عينيهــــا بعد أن شهقت بعُنف، ألتفت "سيف" إليهـا برأســه، ليجدهــا تضـع كف يدهــا الأيمن على صدرهـــا وذراعهـا الأيسر تلفـه حول بطنهـا، تسمر "سيف" في مكانــه وقد ذُهل تمامًا.. بل بهت، ولكن سيطر على صدمتـه حينمـا وجد الكارثة التي حدثت، وقبل أن تقع كان يلتقطهـــا بين ذراعيـه صارخًا:
-كـارمــاااااااااااا.
لقد بدأت الحرب
وأنتهت أولى المعارك
******
"أَنَتْهَـاءُ الفَصْلُ الخَّامِسُ"
******
كانت الســاعة الثالثة عصرًا حينمـــا خرجت "كـارمــا" من منزلهـــا وعلامـات وجههــا لا تبشر بالخير على الإطلاق، كانت خُصلاتهـا السوداء قد تركتهــا حرة تنساب على وجههــا وعنقهـا بجاذبية.. فـ بدت آية من الجمـال، سمعت رنين هاتفهـــا فـ أخرجتـه من جيب بنطالهــــا الأسود وردت بدون أن ترة المتصل وهي تقول:
-أيوة؟؟..
سمعت صوت "رامي" وهو يصرخ عاليًا:
-إنتي فين يا كـارمــا؟؟.. أوعي تكوني رايحلهم.
كانت تُسير بخُطى متعجلة حتى تصل إلى الوقت المناسب، فـ قالت بلهجة قوية:
-آه هروحلهم، ومحدش هيقدر يمنعني المرة دي.
هتف "رامي" بتهديد صريح:
-لو روحتلهم يا كـارمـا، يبقى إللي بينـا خلص.
توقفت مكانهـــا فجأة أثر جُملتــه، صمتت قليلاً ثم إبتسمت بالامبالاة وهي تقول:
-طالمًا إنت عاوز كده يبقى براحتك، كـارمـا عزيـز مش بتتهدد يا رامي، سـلام.
أغلقت الهاتف معــه وهي تعاود السير إلى الجهة الشرقية، أخرجت سلاحهــا وهي تقول بشراسة:
-يبقى يقابلني لو فكر ياخد بيت من بيوتهم.
******
أصر على قيادة سيارتـه بنفســه عبر الطريق بسرعة عالية إلى حد ما، لم يتوقف عقلـه للحظة عن التفكير في مـا سيحدث، وضع "سيف" نظارتـه القاتمة على عينيـهِ، سحب نفسًا عميقًا وهو يهمس بداخلــه:
كــارمــا رمز القوة والكبريـاء
لذلك دخلت الحرب بـ ثقــة
لن تتوقف
على الرغم من الخطر
الذي يقترب منهــا بكُل هدوء
******
بدأت "كارمـــا" بـ زرع أفكـار التمرد لـ القرويين، بعدمـا علمت أن رجــال "شريف" قد أعطوا الأوامر لهم بأن لا يزرعوا، لكي يضع يده على أراضيهم، فـ بدأ يتشكل التمرد، تحول خوفهم إلى قوة هائلة، أستطاعت بـ كلماتهــا أن تنزع مخاوفهم، فـ زادت ثقتهــا أكثر، فهي الآن على وشك دخول حرب..
أجتمع جميـع القرويين في نفس اللحظة الذي توقفت فيهـا ثلاثة سيارات، خرج رجال "شريف" أولاً من السيارتين وكُلاً منهم يحمل سلاح، ترجل "شريف" بهدوء من السيارة الثالثة بعد أن فتـح لـه أحد رجـالـه باب السيارة، ثم سـار عدة خُطوات ثابتـة حتى وقف أمامهـــــا.. "كـارمـا الحكيم"
وقفت أمامـــــه بخيلاء رافعة ذقنهـا بتلقائية، ترمقــه بتحدٍ سافـر وإبتسامــة واثقة قد أرتسمت على ثغرهـا، بداخلهــا غضب مكتوم تجـاه ذلك الشخص الذي يريد أن يستحوذ على أراضي بدون رضـا القرويين، أستمعت إليـهِ بإنتبـاه حينمـا قال:
-لمـا قالولي إنك روحتي لإبني تهدديـه وإنك بدأتي توزعي أفكـار التمرد هنـا، مصدقتـش أن في نموذج بالشكل ده.
ردت عليـهِ ببساطة:
-لأ صدق، لازم تصدق يا شريف بيـه، لأن إللي قُدامك دي مش هتسكت لو فكرت تقرب من أي حد فينـا.
صمت قليلاً قبل أن يقول بجدية:
-إنتي شُجاعة أوي يا كارمـا، بس للأسف.. شجاعتك دي هتوديكي في داهيــة.
أرتفع حاجبهـا وهي تقول ببرود:
-شُكرًا على المعلومـة، بس زي ما قولتلك مش هتقرب من أراضيهم.
عقد ما بين حاجبيـهِ مُتسائلاً بتهكم:
-شكلك مستغنية عن عُمرك.
حركت كفيهـا قائلة بإبتسامة جليدية:
-امم حاجة زي كده، بس أنـا بقول مش هتقرب منهم لأن مفيش حد موافق أن يبيع أرضـه.
أستدارت بجسدهـا للقرويين، رفعت ذقنهــا وكأنهـا ولدت مرفوعة الذقن، ثم تسائلت بصوتٍ عال:
-حد موافق أنه يبيع بيتـه وأرضــه لشريف بيـه عشان يبني المصنـع؟؟..
علت أصواتهم وهم يقولون بلهجة ثابتـة:
-مش موافقين.. محدش موافق..
أتسعت إبتسامتهــا وهي تلتفت إلى "شريف" الذي تحول وجهه إلى غضب مكتوم، هتفت ببرود شديد:
-شوفت يا شريف بيـه، محدش موافق.
هتف بغضب جـامح:
-إنتي السبب، وأنا مش هسكت عن ده.
بنفس اللحظة كان السلاحين أمام بعضهمـا، كل منهم أخرج سلاحـه في وجه الآخر، تحركت أنظارهــــا نحو رجــالـــه الذين أخرجوا أسلحتهم ولكن أشــار إليهم "شريف" بـ كفــه الآخر فـ أطاعوا أمره، بينمـا القرويين يشاهدون ذلك الحدث بذهول مصدوم، ولكن لم ينبس أحدهم بكلمـة واحدة، هتف "شريف" بجمود رغم الغضب الذي يتراقص بداخل عينيـهِ:
-متخلنيش أعمل تصرف أنا مش حابـهُ.
أجابتــه بجمود مريب:
-أعمل إللي إنت عايزهُ، بس بردو مش هتقرب منهم، وإلا هتعامل معاك بالقانون.
-إيــــــه إللي بيحصـل ده؟؟!!!..
رأسهـا لا إراديًا إلتفتت في إتجاه الصوت لتصدق تخمينـه، إنــه هـو!!.. يقف على بُعد أمتــار قليلة ويدنو منهم مهرول هادرًا بصوتٍ جهوري:
-نزلوا السلاح حالاً، هو إحنـا عايشين فين؟؟.. في غابـة وأنا معرفش.
هدرت فيـه بشراسة:
-أيوة غابـة يا سيف ياإبن النصـار، لمـا أبوك يحـاول ياخُد الأراضي والبيوت بقوة والسلاح يبقى ده أسمــه إيــــــه؟؟..
أتسعت عينـاه وهو ينظر إليهــا، وزاد أنعقاد حاجبيهِ قائلاً بعُنف:
-نزلي سلاحك يا كـارمــا، وإلا هتشوفي تصرف مني عُمرك ما هتنسيــه.
صرخت "كارما" بـ المُقابل:
-إنت عارف إني مبخافش، فـ مفيش داعي لتهديداتك.
رمقهـا بـ نظرة قاسية أخيرة ثم حرك رأسـه ناحيـة والده وهو يقول بصوتٍ حاول إخراجـه هادئ:
-طيب نزل إنت السلاح ياريت، مينفعش إللي بيحصل ده.
أخفض والده سلاحـه وهو يحاول أن يسيطر على أعصابـه الثائرة، رفعت "كارمـا" ذقنهـا أكثر وهي تُخفض سلاحهــــا أيضًا، رفع "سيف" وجهه ينظر إليهـا بـ ملامـح صخرية وعينين مُخيفتين، وهي تبادلــه نظراتٍ قوية لا تخشى، ثم قالت بجدية:
-ياريت تخلي والدك يصرف النظر عن الأراضي والبيوت، لأن محدش هيبيع يا سيف باشـــا.
سـاد صمت قاتــــل، لا يصل إلى مسامعهم سوى صوت الريـاح بعد أصطدامهـــا بأغصان الأشجـار، كانت عينيّ "سيف" صامتتين.. غير مقروئتين، لكنهمـا كـ عينيّ الوحش يوشك على الإنقضاض عليهـا في أي لحظة، بينمـا الغضب الذي كان بداخل عينيهـــا أختفى، وحل مكانهمـا الهدوء..
قـاطع ذلك الهدوء، هو صوت طلقات ناريــة، حرك الجميـع رُووسهم محاولين إستكشاف المكان الذي أتى منـه تلك ثلاث طلقـات، أخترقت طلقتين منهم جسدهــــا، فـ أغمضت عينيهــــا بعد أن شهقت بعُنف، ألتفت "سيف" إليهـا برأســه، ليجدهــا تضـع كف يدهــا الأيمن على صدرهـــا وذراعهـا الأيسر تلفـه حول بطنهـا، تسمر "سيف" في مكانــه وقد ذُهل تمامًا.. بل بهت، ولكن سيطر على صدمتـه حينمـا وجد الكارثة التي حدثت، وقبل أن تقع كان يلتقطهـــا بين ذراعيـه صارخًا:
-كـارمــاااااااااااا.
لقد بدأت الحرب
وأنتهت أولى المعارك
******
"أَنَتْهَـاءُ الفَصْلُ الخَّامِسُ"
- اقتسره العشق الفصل السادس 6 أنقر هنا
- دخول إلى فهرس الرواية كاملة يحتوي على جميع الحلقات أضغط هنا