إعلان الهاتف

رواية اقتسره العشق الفصل الرابع للكاتبة أميرة مدحت

الصفحة الرئيسية
رواية اقتسره العشق الفصل الرابع "4" للكاتبة أميرة مدحت عبر مدونة كلام كتب للقراءة والتحميل (pdf).
رواية اقتسره العشق
رواية اقتسره العشق

رواية اقتسره العشق الفصل الرابع 4 بقلم أميرة مدحت

 لهم بعض الوقت..
ولك أنتِ العُمر..
وأنكِ نبضي..
وأنهم لي لحِاسدون..

تحرك رجـل الذي كان يقوم بـ مُراقبـة "شريـف النصــار" نحو مكتب رب عملـــه بخُطى هادئـة، طرق على باب مكتبـه حتى سمع صوتـه وهو يأذن لـه بالدخول، فـ دخل وأرتسمت إبتسامة ظافرة على ثغره، وقف أمامـــه بثقة وهو يخبره بـ آخر التطورات:
-تمام يا ثروت باشـا، شريف بيـه نفذ أوامرك وبعت رجالتـه للناس إللي عاوز ياخُد منهم أراضيهم وبيوتهم، وأمرهم بأن محدش يزرع، وهُمــا نفذوا.

حرك "ثروت" رأسـه بإيماءة خفيفة ثم تمتم:
-كويس أوي، شريف عاقل وعـارف إنـه كان هينفذ إللي قولت عليـه.

سكت لحظةً قبل أن يسألـه بترقب:
-طب والبنت؟؟..

هز كفيـهِ قائلاً:
-لسـه معملتش حاجـة، بس إحتمـال بنسبة كبيرة مش هتسكت.

هز رأسـه قائلاً بعدم إكتراث:
-براحتهـا، لو فكرت تعمل حاجة يبقى هي إللي كتبت النهاية بنفسهــا.

اقتسره العشق 

في القرية وتحديدًا.. بداخل القصر الخاص بـ "شريف النصــــار"..

جلس "شريف النصـــار" في مكتبـــه الفخم بـ صحبة "فاروق" -الذراع اليُمنى لـ "شريف"- يراجعان بعض الملفات والأوراق الخاصة بإنشاء بناء المصنـع، ترك "فاروق" الملفات أمامــه وهو ينطق بـ:
-إنت ليه مُصر إنك تبني مصنـع؟؟..

توقف "شريف" عن الكتابة ثم حدق فيـه بـ نظرة جـادة قائلاً بهدوء:
-إيه لازمة السؤال ده؟؟..

أجابـــه "فاروق" مقوسًا شفتيـــهِ بتبرم:
-لأني عارفك كويس، عُمرك ما فكرت تعمل مصنــع وكُنت بتتعامل بالطريقة دي مع غيرك، إنت عاوز تاخُد أراضي منهم بالعافية!!..

تنهد "شريف" تنهيدة مُزعجة تاركًا قلمــه الذهبي، بينمــا أستمر الأخير قائلاً بضيق:
-وحاسس إنك مضايق إنك بتعمل كده، فـ إيـه السبب إللي يخليك تبني المصنـع وتاخُد أراضي ناس غلابة، وإنت أصلاً مش محتـاج فلوس!!..

نهض "شريف" عن مقعده وهو يُجيبــه:
-ياريت بلاش تسألني يا فاروق، أنا عارف أنك دراعي اليمين وأنك قلقان عليـا، بس حاليًا مش هقدر أتكلم.

عبس قليلاً، ولكن هتف بـ نبرة هادئة:
-على العموم يوم ما تحتاجني كلمني على طول، وهتلاقيني قُدامك.

حرك رأســه إيجابيًا بهدوءٍ زائف، ثم همس بداخلــه وقد تألقت عينـــاه بـ بريق حازم حامس:
-لازم أخلص منه، وإلا هيضيعني!!..

تكمله الفصل الرابع رواية اقتسره العشق

أرتجف قلبــه حُزنًا عليهـــا وهو يراهـــا مُمددة على الفراش، كانت ملامحهـــا شاحبة، والهشاشة بدت واضحة المعالم عليهـا، والهالات الزرقاء تظلل عينيهـــا، مد يده بـ بُطء لـ يلتقط كفهـا، وبـ يده الأُخرى مسح على جبينهـا وشعرهـا برفق، فهي على تلك الحـالة مُنذ سبعـة ساعـات، في تلك الساعــات كان أستطـاع أن يخرج تصاريـح الدفن وأنهى الإجراءات، زفر زفرة حــارة وعيناه تنحيان ألمًا، شعر بتلك الوخزة العنيفة في صدره، فقد بدت ضعيفة وتحتاج إلى الإشفاق والدعم لتجاوز تلك المرحلة العصيبة من حياتهـــا، أبتلع "يوسف" غصة مريرة عالقة في حلقــه، ثم همس مُبتسمًا محاولاً التهوين على نفسـه:
-طب ينفع كده؟؟.. يعني اليوم إللي أعرف أتكلم فيه معاكي بعيد عن الشُغل، يحصلك كده؟؟..

حرك رأسـه بإيماءة خفيفة وهو يواصل حديثــه المازح:
-شكلك بتحبي تعملي مقالب، رغم أنــه مش لايق عليكي.

ران الصمت على المكان بضع لحظات، قبل أن يقول بصعوبة:
-هتعدي، فترة وهتعدي، صدقيني.

سحب نفسًا عميقًا وهو يقول بدون تردد:
-وهفضل جمبك ماتقلقيش.

وضع كفهـا بحذر على الفراش ثم همس بخفوت مُبتسمًا بـ حُب:
-ماتخفيش، أنا مش هسيبك إلا لما تبقي كويسة.

نهض من مكانــه ثم سـار نحو الخارج، لا يعلم أنـــه متوجه نحو الجحيم، وسيعيش بداخلـــه، أغلق باب الغُرفة بحذر شديد، ثم ألتفت باحثًا بـ عينيـهِ عن جارتهــــا، ولكن لم يجدهـــا، هز رأسـه بعدم أكتراث وفكر سريعًا بأن يتجه إلى الحسابات، إلا أنـــه وجد شخص يقترب بخُطى سريعة وعلامات الأنفعال مرتسمة بوضوح على وجهه، كانت ملامحــه لا تبشر بالخير على الإطلاق وأصابــه القلق حينما وجده يتجه نحو غُرفة "سارة"، وقف أمامــه وهو يسألــه بـ صوتـه الأجشّ:
-إنت رايح فين؟؟..

رد عليه بإنفعال بيّن:
-وسع يا جدع إنت، أنا رايح على الأوضة إللي جمبك.

حاول أن يتجاوزه ولكن فشل في ذلك بسبب ضخامـة جسده، في حين قال "يوسف" وقد اكتسى صوتــه بنبرة مُخيفة:
-إنت أكيد غلطان، روح شوف الأوضة الصح.

همس الأخير بنفاذ الصبر:
-بقولك إيه أنا مش ناقصك، دي أوضة سـارة، جارتهـا لسه قيلالي رقم الأوضة إللي فيهـا، فـ وسع من سكتي عشان أنا مش ناقصك.

انعقد حاجباه بصرامة قاسية وهو يقول:
-لما أعرف إنت مين الأول، لأن شكلك كداب.

نفذ صبره فـ دفعـه بقوة وهو يقول بلهجة غاضبة:
-وإنت مالك، بتدخل ليه؟؟..

نظر لهُ "يوسف" بعيون محدقة من الغضب قائلاً:
-أنا رئيسهـا في الشُغل، إنت مين؟؟..

سكت للحظةً ثم قال في صوتٍ ســـاخر:
-أنا أبقى مين؟؟.. أنا أبقى جوزهـــــــا.

***
كان جالسًا بداخل غُرفتــهُ ومازال يفكُر بذلك الأمر، لم يكن يتصور بعد مرور عدة سنوات أنها ستكون بتلك الدرجة اللاذعة من الجمـال، شُعلـة مُتقدة من الجمـاح ولكنـه يختفي خلف قنـاع القوة والجمود، تمطع بعنقهُ للجانبين في نظرات تحمل الضيق، وهبّ واقفًا ونزع قميصهُ عنهُ وأرتدى قفازات اليدين الخاصّة بمُلاكمة، وتوجّه نحو غُرفتهُ الرياضية قاصدًا نحو وسادة مُلاكمة ضخمة تنسدل بحبل من السقف، وبدأ يسدد ضربات قوية وأشتعلت أفكار سيئة في رأســه، فـ كُلما تذكر ما يحدث وسيحدث حولهـــا تزداد الضربات بغضبٍ جامــــح.

بعد دقائق ليست بقليلة.. كان قد توقف وأصبح وجههُ يتصبب عرقًا غزيرًا من فرط المجهود، تحرك نحو خارج الغُرفة الرياضية مُتوجهًا نحو غُرفة نومهُ ليجلس على الأريكة وهو يمسح على شعرهُ الغزير، تحرك بعد دقائق صغيرة نحو المرحاض ليأخذ حمامًا باردًا.

دلف "سيف" للمرحاض بعد أن خلع ملابسهُ، وأصبحت المياة الباردة تنهمر على وجههُ بقوة محاولاً أن لا يفكُر في ذلك الأمر الآن، أخرج رأسهُ من الماء لـ يتنفس قليلاً، ثُـمّ قام بلف منشفة قطنية عريضة حول خصرهُ ودلف للخارج بهدوء، فـ أصبحت قطرات المياة تقطر من رأسهُ على صدرهُ وكتفاه العريضان، أتجـه بخُطوات ثابتة نحو خزانة ملابسهُ والتقط أحد القمصان القطنية ذات الماركات العالمية باللوّنُ الكحلي وبنطالاً من اللوّنُ الأسود.

همس بلهجة لا تبشر بالخير على الإطلاق وبـ عينين قاسيتين:
-للأسف هتندمي يا كارمـا.

لحظات قليلة وكان أنتهى من أرتداء ملابسهُ ليتجه نحو الفراش وأرتمي عليهِ لـ يغط في نومٍ عميق.

أميرة مدحت

أجبرتهـــــا الحيــاة على أرتداء قنــاع سيء، تحولت من فتــاة رقيقة إلى فتــاة تمتلك قوة غريبة، تنهدت بـ عُمق قبل تتجه نحو خزانة الملابس لترى ما سترتديهِ اليوم.

دقائق معدودة وكانت أرتدت ملابسها المكونة من سترة وتنورة طويلة بلونـا البني الفاتح وقميص باللوّنُ الأبيض، ثُـمّ تركت شعرها مُنسدل على ظهرها بحرية، ووضعت عطّرها المُفضل، ووضعت أيضًا بعضُ من المُستحضرات التجميل ولكُن خفيفًا، أخذت حقيبتها الخاصة بـ السفر وهاتّفهــا ثُم تحركت بخُطى ثابتة نحو خارج المنزل.

دقائقٌ أُخرى وكانت تستقل سيارتهـــــا، ضغطت على دواسة السيارة مُنطلقة نحو القرية، في حين كانت هناك عينين تُراقبهــا بإهتمام، وما أن غادرت حتى أخرج هاتفــه ثم عبث فيه، ووضعــه على أذنـه مُنتظرًا الرد حتى أتــاه فـ قال:
-دلوقتي هاتروح على القريـة.

وعلى بُعد أمتـــار كان هُناك شخصٍ آخر يضع الهاتف على أذنــه قائلاً للطرف الآخر بصوتٍ جـاد:
-ركبت العربية دلوقتـي، شكلهـــا رايحـة القرية يا باشـا؛ لأن كان معاهـــا شنطة هدوم.

بقلم أميرة مدحت

بعد عدة ساعات قليلة..

كانت وصلت إلى القرية بعد أسدل الليل ستائره السوداء، سيارتهـــا على الرغم عدم وجود أي شخص حاليًا يُسير في القرية، أوقفت سيارتهــا وهي تسحب نفسًا عميقًا، زفرتـه على مَهَل وهي تمسك هاتفهـــا، ولكن جذب أنتباهـا هو صوت صرخات مُستغيثة، ضيقت عينيهـــا بترقب حينما لمحت طيفًا يركض فـ دققت نظرهـــا وأضاءت أنوار سيارتهــا الأمامية، وجدت أنهـــا فتـاة في الثامنة عشر من عُمرهـــا تركض نحو سيارتهــــا، دنت منهـا الفتاة وأشارت بيديهــا بـ حركات عشوائية وهي تقول بهلع:
-أرجوكي خُديني من هنــا.

تساءلت "كارمــا" بتوجس:
-في إيـه؟؟.. وإنتي بنت مين؟؟..

هتفت تلك الفتــاة المسكينة بهذيان:
-مش هيسبني، أرجوكي أنقذيني، مش هيرحمني آآآ..

دققت النظر فيهــا لتجد أن ملابسهـــا شبه ممزقة، وعلامات الهلع مُرتسمة بوضوح على تعبيراتهــا، كانت تستمع إليهـا بإهتمام، في حين أن الفتـاة قبل أن تُتابــع كلماتهـــا المذعورة كان هُناك شخص يجذبهــــــــا وهو يقول بصوتٍ شيطاني:
-وأخيرًا وقعتي تحت إيدي.

صرخت الفتــاة برعُب لا يُمكن وصفــه خاصةً حينمـــا قبض على ذراعهـا بقسوة جاذبًا إياهــا قسرًا لتُسير معــه غير مُهتمًا بمن في السيارة، بينمــا "كارمــا" تُراقب ما يحدث بذهول، أشتعلت جمرتي عينيهــا بـ غضب سُيطيح بـ الأخضر واليابس، ثم بدأت تبحث عن شيء تستخدمه دائمًا عند اللزوم، ترجلت عن سيارتهـــا ثم صفقت الباب بقوة، تحركت بخُطى سريعة نحوهمـــا صارخة بصوتٍ غاضب:
-سيبهـــا حالاً يا راجل إنت.

توقف الشخص بعد أن سمع صوت أنوثي غاضب، لم يترك ذراع تلك الفتـاة المسكينة، بل ظل قابضًا عليهــا بعُنف وهو يلتفت نحوهـا ببُطء مُبتسمًا لهــا بتهكم، حيثُ قـال:
-وإنتي مالك؟؟..

هتفت "كارمــا" وهي تُلقي عليـه نظرة تهديدية:
-سيبهــا حالاً، وإلا مش هيحصلك طيب.

نظر لهـا بتحدٍ سافر مُتسائلاً بسُخرية:
-ولو مسبتهــاش هتعملي إيـه؟؟..

أتسعت عيونــه بذهول حينمــا وجد أن ردهـــا هو أنهـــا أخرجت سلاحهـــا النــاري، صوبتـــه نحوه قبل أن تبتسم بثقة، تراجع خطوتين للخلف و أرتفع حاجبـاه للأعلى في صدمة جلية، هتف بلا تصديق:
-إنتي بتهدديني؟!..

بدت أكثر صلابة وهي ترد عليهِ بثقة غير قابلة للتشكيك:
-أنا بنفذ مش بهدد، فـ سبهــا حالاً وإلا هتشاهد على روحك.

تنفست الفتــاة بإرتياح وهي ترمقهــا بـ نظرات إمتنان، بينمـــا أعتقد الأخير أنهـا تفعل ذلك فقط لإخافتـه، بلع ريقـه بتوتر وهو يقول بثبات زائف:
-إستحالة تضربي نـار، البنات والستات ملهمش في الحاجات دي، إحنا بس إللي لينــا.

لم يرتد لهـا طرف وظلت ثابتة، ظن أنهـــا لن تجرؤ بأي حال على فعل ذلك، فـ تابـع بتحدي:
-روحي يا شاطرة ألعبي بعيد عني، ولاز...

أتسعت عيونـه في هلع وأنقطعت أنفاســه عندمــا أدرك أنهـــا قد ضغطت بالفعل على الزنـاد، أرخى قبضته عن الفتـاة الصغيرة دون شعور منـه، أخفض عينيـهِ ليتفقد جسده، لم تصبه الطلقة فتنفس الصعداء، عاود التحديق في وجه تلك الفتاة، بينمــا هدرت فيـه "كارمـا" بهدوء مريب:
-أنا أتعلمت إزاي أمسك السلاح عشان أعرف أتعامل مع أمثالكم.

بلع ريقـه بتوتر فـ تابعت ببساطة:
-أحنـا آه إللي بنطبخ وبنضف، بس لما بنحط حاجة في دماغنــا، بنتعلمهـــا وبنفذهـــا حتى لو التمن الحاجة دي غالي أوي.

قست نظراتهــا فجـأة وهي تُشير بإصبعهـا كـ تحذير لـه:
-لأول وآخر مرة بحذرك، لو شوفتك في يوم من الأيام بتتعرض لأي واحدة، صدقني مش هتردد لحظة أن الطلقة هتكون في راسك.

رمقتــه بـ نظرة أخيرة تحمل الثقة قبل أن تمسك الفتـاة الصغيرة من يدهـــا وتوليـه ظهرهـــا، أنصرفت من أمامـــه بكُل هدوء، ظل ذلك الشخص مُتسمرًا في مكانـــه محاولاً إستيعاب إقدام فتـاة على قتلــه بدون ذرة ندم، همس بصوتٍ مذهول:
-أنا مشوفتش ولا هشوف بنت زي دي!!!..

***
وقف "ثروث" بشموخ أمام مكتبه يفكر ويخطط، بات في خطرًا بعد ظهور تلك الفتــاة الشرسة، حك مؤخرة رأســه وهو يفكر بعُمق، حتى دخل عليـــه أحد رجالـــــه، حدجــــه بـ نظرات لا ترحم.. نظرات مُظلمة مُرعبة.. أشـار إليــه بأن يتحدث، فـ قال الرجل بصوتٍ واثق:
-هي وصلت القرية، بعد ما عرفت أن شريف باشا ناوي ينفذ تهديده وياخُد الأراضي غصب.

صمت قليلاً قبل أن يُضيـف:
-بس البنت جبـارة، وشكلهــا مش هتسكت فعلاً.

أولاه ظهره ليسحب علبة سجائره من داخل سترتـه، أشعلــه واحدة بتريث مُبتسمًا إبتسامة خبيثة، استدار ناحيتـه مُنفثًا دخانهــا بهدوء ثم تمتم بصيغة آمرة:
-لو حاولت تمنعـــه، تقتلوهـــا.

قست نظراتــه أكثر وهو يُضيف لنفســه:
-أنا مش ناقص مشاكل، والبنت دي مش سهلة، فـ ده أحسن حل ليهـــا.
***
"أَنَتْهَـاءُ الفَصْلُ الرَّابِعُ"
google-playkhamsatmostaqltradent