إعلان الهاتف

سحابة لو حملت جبال وحلوة لو شـربت المـر البارت (222) - روايات روز

من روايات روز عبر إنستغرام، رواية سحابة لو حملت جبال وحلوة لو شـربت المـر البارت (222)
سحابة لو حملت جبال وحلوة لو شـربت المـر

سحابة لو حملت جبال 

اليوم الثاني :
وقفت سيّارة بتال قدام بيت ابو سند ، وكانت راكبة ورد جنب بتال، مرّت دقيقة صمت بينهم ،الى ان ناظرت فيه ورد وقالت بصوت خافت : بتسلم عليه ؟
بتال ببرود : اكيد اني ابسلم عليه واستسمح منه ، الدنيا رايحة والمسامح كريم ، وحنا اكبر من ان تفرقنا بنت!
ورد ناظرت فيه مفزوعة من كلمته، كلمته اللي زعزعت ثباتها وهدوئها اللي حاولت تحافظ عليه من سنين طويلة، بلعت غصّتها ولمعت عيونها وقالت بقهـر مكبوت فيها : ماكنك انت اللي فرقت بين اثنين ودمّرت حياتهم ورضيت على نفسك تعيش مع إنسانة كارهتك، وآخر شيء تقول انا اللي فرقت بينك وبين سند !
سكتت شوي ورفعت كفّها ومسحت دمعتها برقّة وكمبت بغصّة : لكن يكفيني ان الله يدري من اللي فرق بيني وبينه !
بتال وقفت فيه الدنيا عند كلامها، ضميره لو له صوت كان سمعوه العالم، إحساسه بالذنب تفاهم وكبر بداخله رغم إن الغــيره ماخذه مسراها وتفوق إحساسه بالذنب، لكنه تجاهل غيرته ونار روحه وإلتفت لضميـره ، فتحت ورد باب السيّارة بتنزل واستوقفها صـوته الهادي : وَرد .
ناظرت فيه بعيون ذابلة، بنظرات كسِيرة كسرت قلبه معاها، بلع ريقه وقال بهدوء : ادري انك للحين تحبينه، وادري انك رايحة تشوفينه لو كان الثمن روحك !
ورد ماتحرّك شيء فيها سوى ان لمعة عيونها زادت وتحوّلت لدمعة، كمل بتال وهو يحس ان كلامه يسرق عمره من قسوته عليه : لكن انا مسامحك، وابيك تسامحيني، انا ويّاك وصلنا لطريق مسدود ، روحي له ان كانه بخاطرك، مافات العمر ولافاتك شيء ، وان كاني سرقت فرحتك فهو بيرجّعها لك..
ورد تحوّلت نظراتها للتعجّب من كلامه، وانعقدت حواجبها بذهول وتساؤل وعرف انه مافهمت قصده .
بتال بضعف : انتي طالق ..
اتسعّت حدقة عينها ، ورجفت اطرافها، استرجعت كلمته وهي حاسة قلبها يضعف من قوة خفقانه ، اومئت براسها بالرفض لما تسمع وقالت بحرقة : بعد إيـش ؟ بعد هالعمر كله وبعد العذاب النفسي اللي سببته لي جاي تقول ارجعي له ؟
بتال بضيق : صدقيني فيـه امل ..
ورد بحرقة : على فكرة انت اناني، ومهما سويت ماراح تكبر بعيني بس مع ذلك مسامحتك !
ناظر فيها وكمّلت برجفة : مو عشانك ، ولا لإن اللي سويته فيني قليل ، بس عشاني سامحت اللي اقسى منك واللي اردى منك ، ابوي الله يرحمه، انا سامحتكم لإن جزاء العفو مرتبط بالجنه وانا ابي الجنة، انا خسرت الدنيا بسببكم ومابي اخسر الجنّه بسببكم بعد .

نزلت من السيّارة ودخلت بيت ابو سند ووقفت، تحاول تستوعب انها تطلقت منه ، يعني خلاص مالها صلة قرابة بهالعائلة، ليش تدخل عليهم ؟ وايش بيكون موقفها لما يعرفون انها راحت لهم بعد ماتطلقت ؟

حمل أيضًا من روايات روز على مدونة كلام كتب:

google-playkhamsatmostaqltradent