إعلان الهاتف

الأخطاء الشائعة في اللغة العربية مع التصحيح

الأخطاء الشائعة في اللغة العربية وتصحيحها مع التعليل
الأخطاء الشائعة في اللغة العربية

الخطاء في كلمة بـ بواسطة / بوساطة

إذا أراد الكاتب إبراز وسيلة إيقاع الفعل، عَدَّاه بـ (باء الاستعانة):
· الداخلة على الأداة أو الآلة التي أوقعت الفعل، نحو: كتبت بالقلم؛ سافرت بالسيارة؛ حفرت بالمِعْوَل.
· الداخلة على مصدر فعلٍ آخر، نحو: نجحتُ بفضل الله؛ أنجزت العمل بعَون الله؛ حدث الصلحُ بيني وبينهم بتَوَسُّط فلان؛ سقيتُ الأرض بوساطة النواعير.
· جاء في (المعجم الوسيط) وفي غيره: "وَسَطَ الشيءَ يَسِطُهُ وَسْطاً وسِطَةً [ووُسُوطاً]: صار في وَسَطه. يقال: وَسَطَ القومَ والمكانَ فهو واسط (وهي واسطة). ووَسَطَ القومَ وفيهم وساطةً [أي وَسَطَ الرجلُ قومَهُ وفي قومِهِ]: توسَّطَ بينهم بالحقّ والعدل."
· فالوساطة مصدر، وكذلك التَوَسُّط. والواسِطَ هو المتوسِّط.
· وجاء في (المعجم الوسيط): "واسطة القلادة: الجوهر الذي في وسطها."
· وجاء في (أمالي المرتضى): "ذكر فلانٌ أن أباه كان الواسطة بينهما."
والواسطة في الأصل صفة. لكنها انقطعت أحياناً في الاستعمال عن موصوفها، فغَلَبَت عليها الاسمية، وأُنزلت مَنْزلة الأسماء بتقدير (أداة واسطة)، واستعملها النحاة بهذا المعنى.
فالأصل في "واسطة القلادة": "الجوهرة أو الدُّرة الواسطة للقلادة" أي: المتوسّطة.
والتقدير فيما جاء في (الأمالي): "أي كان أبوه الوسيط أو الأداة الواسطة بينهما، وهذا مجاز."

يقول ابنُ مالك في ألفيَّته:

التابعُ المقصود بالحُكم بلا واسطةٍ هو المسمى بَدَلاْ
· ويقول ابن الخشّاب: لأن المتعدي إذا استوفى معموله الذي يتعدى إليه بنفسه، لم يتعدَّ إلى غيره إلا بواسطة.
· واستعمل أبو البقاء الكفويّ في (كُلّيّاته) كلمة (بواسطة) كثيراً. وأبو البقاء مَنْ تَعْلم تبسّطاً في العربية واستبحاراً وسَعَةَ اطلاع. من ذلك قوله: الفعل المنفي لا يتعدى إلى المفعول المقصود وقوع الفعل عليه إلا بواسطة الاستثناء.

لا تَقُل: (أعلاه)، (الآنف الذكر)، (مُسْبقاً)‍!

إذا أدرج مؤلِّفٌ في مقاله العلمي مخططاً مثلاً، فَلَهُ أن يقول:
"يبين الشكل مخطط الجهاز المستعمل، ويلاحَظ في أعلاه وجودُ..."
الضمير في كلمة (أعلاه) هنا عائدٌ إلى المخطط، والجملة سليمةٌ معافاة.
أما في العبارة: "أعلنت أمريكا أنها سوف تتبع الخيار المذكور أعلاه"،
فالهاء ضمير لا مَرْجِع له! وهذا خطأ.
وقبل أن نذكر وجه الصواب نورد ما جاء في معاجم اللغة:
ففي (لسان العرب): "وفعلتُ الشيءَ آنفاً: أي في أول وقت يقرب مني، وجاؤوا قُبَيْلاً"
بضمّ القاف وفتح الباء على صيغة التصغير.
وفي (المعجم الوسيط): "يقال: فَعَله آنفاً أو قريباً." وفي (أساس البلاغة): "أتيته آنفاً."
ونرى أن (آنفاً) جاء في كلام العرب ظرف زمان، ولم يشتق من فِعل (أَنِفَ) الذي يعني استنكف وتَنَزَّه
(واسم الفاعل منه آنِف).
وعلى هذا من الخطأ أن نقول: "الخيار المذكور أعلاه، أو الآنف الذكر"،
والصواب أن يقال: (المذكور آنفاً، أو المتقدم ذكره، أو المذكور قريباً) (أي المذكور من قريب).
وفي التنْزيل العزيز: كَمَثَلِ الذين من قَبْلِهم قريباً ذاقوا وَبالَ أمرِهم ولهم عذاب أليم؟.
ويقال: (قلت كذا آنفاً وسالِفاً. وجاؤوا آنفاً) (المعجم الكبير - مجمع القاهرة).
وهناك خطأ شائع آخر، نحو قولهم: (فَعَل ذلك مُسْبقاً)! ذلك أنه جاء في (لسان العرب)، وفي (المعجم الوسيط - الطبعة الثالثة): "أَسْبَقَ القومُ إلى الأمر: بادروا"، فالأمر مُسْبقٌ إليه! (لا بد من "إليه" بعد "مسبق" لأن "أسبَقَ" فِعلٌ لازم لا يتعدى بنفسه وإنما بالحرف!).
وليس بين المعنى المعجمي والمعنى المراد بالخطأ الشائع المذكور أي صلة.
والصواب أن نقول: فعل ذلك مُقدَّماً وَسَلَفاً. أو - في سياق آخر - فعل ذلك سابقاً/سالِفاً/ قَبْلاً (إذا أردتَ قَبْليَّةً غيرَ معيَّنة)/ مِن قَبْلُ (إذا كنتَ تعني قَبل شيء معيَّن).

ولنا أن نقول مثلاً:

  • يجري تجميع المباني السابقة الصُّنْع (أو: القَبْلِيَّة الصنع) بسرعة.
  • كان يَتوقع حضورَه فهيأ له سلفاً بعض الأسئلة.
  • لا ترتجل محاضرتك (درسك/ خطبتك)! حَضِّرها/ أَعِدََّها مُقدَّماً...
  • يحتاج هذا الجهاز إلى تسخين قَبليٍّ ليكون أداؤه جيداً...
  • يتطلب هذا الأمر إذناً سالفاً/ قبليّاً.

حافَة حافات

تُلفظ كلمة (حَافَة) بالتخفيف، أي بفاءٍ غير مشدَّدة، وتُجمع على (حافَات)، كما تُجمع ساعة، ودارة، وطاقة، على: ساعات، ودارات، وطاقات. ولا يجوز جمعُها على حوافّ، كما تجمع حاسّة على حواسّ، لأن هذه تلفظ بالتشديد، مثل مادّة (موادّ)، خاصّة (خواصّ)، دابّة (دوابّ)، عامّة (عوامّ)...
وتُجمع (حافَة) جمع تكسير على: حَيْف، وحِيَف.

السَّوِيَّة، والمستوي، والمستوى

جاء في (المعجم الوسيط): "السَّويُّ: المستوي؛ المعتدل لا إفراط فيه ولا تفريط؛ العاديّ لا شذوذ فيه؛ الوسط." يقال: فلانٌ إنسانٌ سَوِيّ (وهم أسْوِياء). وفلانةُ إنسانةٌ سَوِيّة. وامرأةٌ سَوِيّة: أي تامّة الخَلْق والعقل.
وجاء في (الوسيط): "السَّويّة: الاستواء والاعتدال؛ العدْل والنَّصَفَة" (أي الإنصاف).
يقال: هما على سويةٍ في هذا الأمر: أي على استواء، أي هما مستويان فيه: متماثلان!‍ وقسمتُ الشيءَ بينهما بالسّويّة: أي بالعدل. وأرضٌ سويّةٌ: إذا كانت مستوية. وجاء فيه: "السطح المستوي: هو الذي إذا أخذتَ فيه أيَّ نقطتين، كان المستقيم الواصل بينهما منطبقاً عليه." فهو إذن كسطح الماء الراكد. ويجمع على: مستوِيات.
يقال: هذا سطحٌ مُسْتَوٍ. رسمتُ سطحاً مُسْتوِياً. كتبتُ على سطحٍ مستوٍ.
وجاء في الطبعة الثالثة من (المعجم الوسيط): "المُسْتوى: الدرجة والمكانة التي استوى عليها الشيءُ."
ومن معاني فِعْل "استوى: استقر وثبت." ويُجمع المستَوى على مُسْتوَيات. فالصواب أن يقال: يجب رفع مستوى الطلاب (لا: سوية الطلاب!).
حساب مُستوَيات الطاقة في الذَّرَّة (لا: سويات الطاقة؛ وهذا خطأٌ وقعتُ فيه قديماً!).
هذا مستوىً رفيعٌ، بلغ مستوَىً رفيعاً، انطلق من مستوىً منخفضٍ!

- مُهِمَّة، مَهَمَّة؛ مُهِمٌّ، هامٌّ

أورد الناقد اللغوي صلاح الدين الزعبلاوي رحمه الله بحثاً رَصِيْناً في كتابه (لغة العرب)،
رأيت أن أقتبس منه تعميماً للفائدة.
· للفعل الثلاثي (هَمَّ يَهُمُّ هَمًّا) مَعانٍ؛ منها ما يتعلق بالحزن والقلق
(المَصْدر- الهَمُّ- شائع الاستعمال بهذا المعنى).
يقال: هَمَّهُ الأمرُ: أَقْلَقَهُ وأَحْزَنَهُ، فالأمرُ هامٌّ (اسم الفاعل)، وهو مَهْمُوم (اسم المفعول).
ومنها ما يتعلق بالطلب والقصد والإرادة. يقال: لا مَهَمَّةَ لي: أي لا أَهُمُّ بذلك ولا أفعله، أو لا أُريد.
و( مَهَمَّة) هنا، مَصْدر ميميٌّ من الفعل هَمَّ. فإذا قيل: ذهب فلانٌ في مَهَمَّةٍ، فالمعنى: مضى في قَصْدٍ أو مَطْلب.
· نَصَّت المعاجم على أن الفعلين: الرباعي (أَهَمَّ) والثلاثي (هَمَّ) بمعنى واحد. ولكن زيادة الهمزة تعني التأكيد والمبالغة. ومن أجل هذا قالت العرب (المُهِمّ) للأمر الشديد، ولم يقولوا (الهامّ)! وهذا فَرْقُ ما بينهما.

وقد استُعمل الفعل (أَهَمَّ يُهِمُّ إهْماماً) بمعنيين:

1- الأمر الشديد، نحو: تداعى القومُ لِمُهمٍّ أو مُهِمَّةٍ (اسم الفاعل)، أي تَنادَوْا لأمرٍ شديدٍ نزل بهم.
2- الأمر تضطلع به فيشْغلك ويَعْنيك.
فإذا أردتَ التعبير عن الأمر الذي يُفوَّض إليك فتتولاّهُ وتَحْمِلُ مؤونته وتَبِعَتَهُ، فقُلْ: مُهِمَّة، لأنها أَوْلى من (مَهَمَّة) في هذا الاستعمال، وألصق بالمعنى المراد.
ملاحظة: المُهِمُّ: ما يسترعي الاهتمام من الأمور؛ وما يدعو إلى اليقظة والتدبير.

- مُدَّةَ كذا، (لا: لُمِدة كذا)

ظروف الزمان وأسماء الزمان كلها صالحة للنصْب على الظرفية (وتُعرب مفعولاً فيه) سواء أكانت مُبْهَمَة، نحو: انتظرتُ مُدةً؛ سِرْتُ زمناً؛ صَبَرتُ دهراً.
أو مختصة صالحة للجواب على (متى)، نحو: أُسافر يومَ الخميس.
أو معدودة تصلح جواباً لِ (كم): نحو: سأغيب يومين / شهرين...
ومما يَنوب عن الظرف فيُنصب على أنه مفعول فيه:
العدد المميَّز بالظرف، نحو: سافرت ثلاثين يوماً.
( الأصل: سافرت مدةَ ثلاثين يوماً).
1- العدد المضاف إلى الظرف، نحو: لزمتُ الدارَ ستةَ أيامٍ؛ سافرتُ أربعَ ساعات.
( الأصل: لزمت الدار مدةَ ستة أيام. سافرت مدة أربع ساعات).
2- صفة الظرف، نحو: وقفتُ طويلاً، أي: وقفتُ زماناً طويلاً.
وكثيراً ما نصادف في هذه الأيام ظرف الزمان (مُدَّة) أو غيره وقد أُدخلت عليه اللام. ولا أرى لهذه اللام وجهاً.

فعلى سبيل المثال:

والوجه أن يقال يقولون
1- يستمر المعرض / المؤتمر مدة أسبوعين
والأوجز: يستمر المعرض أسبوعين!
1- يستمر المعرِض/ المؤتمر لمدة أسبوعين
2- عمل فلان في الشركة يومين فقط.
2- عمل فلان في الشركة ليومين فقط.
3- حصل فلان على إجازة مدتها 4 أيام.
3- حصل فلان على إجازة لمدة 4 أيام.
4- سافر في جولة... مدتها أسبوع.
أو: ... تستغرق أسبوعاً/ تمتد أسبوعاً...
4- سافر فلان في جولة تفتيشية لمدة أسبوع.
5- ... بيروت طَوال ثلاثة أيام مؤتمر...
أو: عقد... وقد دام المؤتمر ثلاثة أيام.
5- عُقد في بيروت، ولمدة ثلاثة أيام مؤتمر إشهار (المؤسسة العربية للتحديث الفكري).
6- تأثيرات هذا الدواء الجانبية ضعيفة، ولا تدوم طويلاً/ وتدوم زمناً قصيراً..
6- التأثيرات الجانبية لهذا الدواء تكون(كذا) خفيفة(كذا) ولمدة قصيرة.
7- ... صالح سنتين بدءاً من تاريخ إصداره.
7- جواز السفر هذا صالِحٌ لمدة سنتين بدءاً...
8- شغل فلان سنواتٍ طويلةً منصبَ...
8- شَغلَ فلانٌ لسنوات طويلةٍ منصب المدير العام..
9- انتخب فلان ليرأس الجمعية مدة سنتين.
أو: انتخب فلان رئيساً للجمعية ومُدّته سنتان.
لا يصح: انتخب رئيساً مدة سنتين، لأن الانتخاب ليس له ديمومة!
9- انتُخب فلانٌ رئيساً للجمعية لمدة سنتين.
google-playkhamsatmostaqltradent