إعلان الهاتف

رواية يامقيدني وأنا حر الجناح كاملة - بقلم روز

رواية يامقيدني وأنا حر الجناح الرواية الجديدة للكاتبة السعودية روز، وسوف نشاركم جميع فصول الرواية كاملة من الفصل الأول إلى الفصل الأخير عبر مدونة كلام كتب للقراءة والتحميل (pdf)

مقدمة رواية يامقيدني وأنا حر الجناح 

لقد حاولتُ الموت سابقاً ، ما زلت أذكر ذلك المشهد جيداً
يأسٌ .. وحدةٌ .. حزنٌ .. فراغٌ .. ضياعٌ .. وجعٌ كبيرٌ و ملامة ..

فقدت بريق السعادة في لحظة واحدة ، لا أريد التكلم عن تلك اللحظة لأنها تجعلني أشعر أني أخسر كامل حقوقي ، ثم ما عدت أعرف ما الذي أريده !
أنتهيت هناك عند ذلك الصندوق الذي يحتوي على العديد من الأدوية

أبتلعتها غير مبالية ، لا أشعر إلا بالحزن ..
غفوت و استيقظت ، أدركت أني لا أزال على قيد الحياة
فتضاعف حزني ، تجاوزت الحزن ، انتهيت منه بأسوأ النهايات
ليس بإرادتي أنا ، بل بصدفة ضعيفة جداً ..
كانت تلك الصدفة متخمة بالهموم مما أدى لتداعي كل شيء
لكني لم أفز بالرضى المنشود بعدها ..
الآن رحل الحزن السابق كي تتراكم أخرى جديدة
فقدت حتى رغبتي بالموت ، ليس تفاؤلاً ، لكني تعديت الرغبة
و أصبحت لا أرجو أي شيء حتى الخلاص ..
لدي ما أريد ، بل لدي أسوأ ما أريد

“مثلا” أصبحت أمتلك أصدقاء
لكنهم يمتلكون العديد من الوجوه القبيحة
بعضهم يمتلك وجه ذئب يكاد أن يلامس الوفاء المطلق لك أنت حصراً
لكن إن استعمر الجوع جوفه فلن يتردد في أن ينهش لحمك ..
بعضهم يمتلك وجه ثعلب وسيم الملامح ناعم الفرو
يأخذك باحتياله لأي مدىً ترغب فيه
ثم يظهر مكره عندما تطرق مصلحته الأبواب
فتذهب وسامته لتحل مكانها ابتسامة خبيثة ماكرة ..

"مثلا” أمتلك حبيباً أستطيع أنتظاره مدى العمر
لكن يبقى السؤال الذي أخشى طرحه :
لو تبادلنا الأدوار ، هل سيحتمل انتظاراً ؟

“مثلا” أمتلك عائلة لكن لكل فرد منها مدينة يسكنها في غرفته
لغات مختلفه نتحدث بها ، أراء لا نقطة إلتقاء لها
رأفة لا تظهر إلا ساعة المآسي ..

لا شعور حقيقي لدي سوى هذا الحزن الرخيص
كل شيء يحتاج لثمن إلا الحزن ، رغم ثمنه البخس
إلا أنه يؤدي بنا أحياناً إلى الموت
فما هذه المفارقة الغريبة ، هل تعني أننا أيضا لا نساوي قروشاً ؟
بدأت بأني حاولت الموت سابقاً ، أردت أن أصل لقول أني الآن فقدت رغبتي بالموت ، لكن ، لو عادت لي تلك الرغبة فأنا لا أريد أن أموت عبثاً
أريد لموتي أن يحدث كارثة ، كأن أترك خلفي وجعاً كبيراً
صدمة تفوق التصورات ، صديقاً يجن جنونه ، حبيبا يتقطع قلبه
صحوة لكل ما سيغيب من بعدي ، كيف أفعل كل ذلك ؟
ثم أنتبه لحزني الرخيص ، حزني الذي يحتضني الآن
أقبله بحنان وأقول له :
“يا لك من حقير ولئيم تبحث عن بقاء عظمتك من خلالي
الليلة لن أموت .. فقط كي أثير غضبك”

البارت الأول

إنّ الشدائد لا تدوم .. مهما تطاول ليلها
‏سرعان ما تأخذ في رفوف الذكريات مكانُها ؛
مهما تراكمَت الغيوم الثقيلة في سمائك
وحجبَت ضياء الشمس عنك
وشعرت بأنك في ضيقٍ شديد من أمرك
وأحسست بأن اليأس يأكل بقايا الأمل في روحك
أُبشّرك أن الغيث يهطل عندما يعتم الأُفُق
وأن الشمس تُشرِق عندما يبلغُ الظلام ذروته
وأنك ستبتسم عما قريب " ابتسامةً من أعماقك "
تُنسِيك مرَّ ما مررت به .
حتّى أوجاعك التي لم يلتفت لـها أحد
( هي تحت عناية الله )
اللطيف الذي لولا تلطّفهُ بنا
لما كانت هذه الحياة مستطاعة
الرحيم الذي لم يخلقك للحزن ..
‏إنما خلقك للفرَح ، للأمَان ، للاطمِئنان
‏ وقد أودَع فيكَ الحياة بقدرتـه
فكيف لا يكفيك همًّا تحمله في صدرك ؟
ثق بالله، إستعن بالله، توكّل على الله
فهـو حسبُك ونعم الوكـيل ..

" هذهِ الكلمات ليست مجرد كلمات إستفتاحية
لهذهِ القصّة ، ولم تكتب لتعبئة المساحات الفارغة
‏ إنّما كُتبت لأن الله يريد لك أن تقرأها
فأعِد قراءتها بقلبك لا بعيناك.
---
هدف لا بد من تحقيقه
رحلة لا بد من خوضها
إنكسار لا جبر لـه
مكان غير مألوف
و أشخاص بأقنعة
و حياةٌ لا بد من عيشها

في احد البيوت الكبيرة، غرفة يسكنها الظلام والهدوء
كانت ماسكة بين يدينها رزمة من الأدوية ، ويدينها ترتجف وانفاسها مابين علوُ وإنحدار ، طاحت من يدينها كل الأدوية
ورفعت يدينها لراسها وشدت شعرها بكلّ غضب : ماراح اموت
الليلة ماراح اموت ..
مرت دقيقة صمت، ارتخت وارخت يدينها عن شعرها، ونزلت كفها لعينها ومسحت بطرف أصبعها دمعتها اللي بطرف عينها ،قبل تنزل لإنها حالفة إنها ماتنزل مهما حــصل لها.
أنفتح باب غرفتها ورفعت راسها، ماشافت شخص غريب
شافت اقرب إنسانة لها رغم غرابتها و"أحنّ شخص" عليها
رغم وجود من هم الأحنّ "مفترضاً" ..
حسّت بالعبرة تخنقها من جديد ، وبلعت غصّتها ونزلت عيونها وقالت برجفة : فاطمة ليش دخلتي ؟ انا ما قلتلك مابي آكل شيء ؟
فاطمة : ماسمعتك لما قلتي
جلست قدامها ونزلت الصينية بينها وبينها ، وسرحت ثواني بالأدوية اللي قدامها وحست بوخزة بقلبها، عرفت النيّة والمقصد وفهمت كل شيء .
زمجرت بغضب : هدا إيش يا نجـلاء ؟ نفس المرة الماضية صح ؟
لا ردّ من نجـلاء ، حسّت بكبر غلطها رغم ايمانها التام والمطلق انها راح ترتاح بعد هذا الغلط.
فاطمة بحرقة قلب : ليش كذا ؟
نجلاء برجفة : خلاص خلاص مااكلت شي منهم ، إرتاحي
سكتت ، وسكتت فاطمة وهي تحاول تستعيد هدوئها وتخفف توترها ثواني وردت بهدوء : ليش سويتي كذا ؟

البارت الثاني

 فاطمة : ليش سويتي كذا ؟
نجلاء ببرود مُعتاد : المهم اني تراجعت
مو انا المفروض اموت، مفروض هم يموتون !
فاطمة : مايصير، كذا غلط، انسي كل شيء حصل وعيشي حياتك خلاص
عمّ الصمت بالمكان ونجلاء تراقب ملامح فاطمة
اللي بان فيها الضيق والألم رغم الظلام الا انها شافتـه.
فاطمة بغصة : قولي حمدلله عشان اهلك معاك، وانتي معاهم وحاسة بوجودهم ، شوفي انا صار لي٣٠ سنة بدون أهل
ولو رجعت لهم ماراح يعرفون مين انا .
حسّت نجلاء بوخزه بصدرها من كميّة الألم بكلام فاطمة
وكمّلت فاطمة بحزن : انا ماعندي اهل ولا اولاد ، بس انتي بنتي
واذا تبين تحرقين قلبي عليك ضري حالك !
قامت عنها ومسكت بعض من الأدوية وحطتهم بين يدين نجلاء
وكمّلت : يالله انتحري ، سوي اللي تبينه
نجلاء مسكت يدينها وقالت بأبتسامة ذابلة : اسفة والله اسفة
ماكان قصدي ازعلك، بعدين حتى انا مثلك مالي اهل
صدق انهم موجودين بس مابيهم، انتي امي وأهلي .
رجعت فاطمة جلست ويدينها لازالت بيدين نجلاء
وقالت وهي تتصنّع الزعل : ليش ، ليش كنتي تفكرين تنتحرين ؟
نجلاء غمّضت عيونها بقوة من ذكرى أليمة داهمتها وقالت وهي تحاول تطرد هالذكرى من كيانها رغم إنه صعب : ولا شيء .. عبط بنات بس !
فاطمة : ان شاءالله كذا وبس ، يالله ماما افطري كويس
لإن العصر ابوك يبي يشوفك بإجتماع العائلة
ضروري تكونين موجودة لإنه ملزّم يشوفك .
نجلاء اعتفست ملامحها من طاريه وردت بضيق : مالي خلق له
قولي له اني معزومة
فاطمة بحرص : مافيه مجال، راح يدخل لغرفتك ويسحبك بالقوة .
نجلاء : مابي اشوفه ياربي مو غصب .
فاطمة : قولي هذا الكلام له ، تعرفين ابوك زين
من مايعرف ابو راكان، عيسى الغـانم !
اسم ابوها رغم هيبته الا انها تشائمت من ذكره وردت بملل : طيب .

طلعت فاطمة من غرفة نجلاء، وإتجهت لغرفة ثانية ، وكانت مترددة بدخول الغرفة لكنها دخلت وهي تتصنع الإبتسامة .
طاحت عينها بعين صاحبة الغرفة اللي كشّرت من وجودها
وقالت بحدة : وبعدين يعني؟ ليش ماتستأذنين قبل الدخول ؟
فاطمة : معليش ، انا جيت اقول لك ان ابوك وصاني اخبرك
ان العصر في إجتماع وضروري تكونين موجوده.
افنان بضيق : هو قال لك كذا ؟
فاطمة : اي ، حرّص علي اقولك انتي ونجلاء وثريا
افنان : غصب يعني ؟
فاطمة : انتي ادرى بأبوك ، عن اذنك .

طلعت فاطمة وإتجهت لغرفة ثالثة ودخلت بهدوء ، كانت الغرفة ظلام وباردة ، حست انها لو دخلت راح تمرض من شدة البرد .
طقت الباب واعتلى صوتها : ثريا قومي صلي الظهر
ثريا بصوت خافت : صليت ، وعندي خبر بالإجتماع ، وماراح احضره .

البارت الثالث 

في أحد المصانع القديمة المهجورة
مكان لايسكنه الا السكون و" أفراد عصابة "

وقف بصمت ، قلبه ينزف ألم وقهر، حاول انه ياخذ نفس لعلّه يطفئ ماإشتعل في داخله، لكن انتصر عليه شعور الإختناق
قطرات العرق وضحت على جبينه ، قبض على كفه بقوّة
و نطق بصعوبة : تبيها براكان، ولا سليمان؟ ولا تبيها براسه هو ؟
طال الصمت من الطرف المقابل اللي كان سرحان بالسلاح بين يدينه، كان يحركه يمين ويسار وفي باله من الشرّ مايصعب على الشياطين.
ردّ بصوت هادي يعكس ماتأجج داخله من براكين : اذا قتلنا راكان وسليمان ، ولا حتى لو قتلنا عيسى الغانم ، تظن اننا بنرتاح ؟
بناخذ حقوقنا؟ جاوبني يا جابر
جابر صد عنه وهو يحسّ انه بدأ يفقد السيطرة على نفسه، طاحت عينه على كرسي خشب صغيره، وسحبه بقوة الى ان صار مقابل للطرف الآخر ، جلس قدامه وجمع قبضة يده وضرب فيها على الطاولة الخشبية الصغيرة وقال بصوت حازم ونبرات صارمة : ابي يبرد غلّيلنا ، ماعاد نبي هالحقوق اللي تسولف عنها ، انا ابي راسه ، مابي حتى روس عياله ولو انهم اخذوا كل شي ..
سكت شوي ورفع كفّه لراسه ومرر أصابعه بشعره الكثيف، والحقد يتغلغل داخله : يارجل تكفى، تكفى خلنا نتسلح ونهجم على بيته، ناخذ كل المستندات اللي نبيها واللي مانبيها، نفضح تاريخه ودناسته
تكفى ياسعود لاتخليها جمرة في كبدي .
سعود وقف وإتجه بخطوات بطيئة ، وقف قدام النافذة الصغيرة وعينه سرحت بالمكان الفاضي خارج المصنع ، طلّع باكيت الدخان من جيب بنطلونه ، حطها بين اصابعه وشغلها وجلس يدخن دقيقتين بدون توقف الى ان حسّ بخمول فضيع وارتخاء وطاحت السيجارة من يده على الأرض وداس عليها .
جابر كان يراقب تصرفاته بملل ، كان يحسّ بيأس من برود سعود ، وقف بيطلع ويبعد عن هالمكان قبل يصير اللي مايبيه .
استوقفه صوت سعود الهـادي : جهّز نفسك، وعلم الشباب يتجهزون، خلهم يتحرون ويترصدون له ويراقبون بيته ويحددون لنا متى نقدر ندخله ..
جابر وقف، ابتسم شبه إبتسامة وهو يتخيل ان عدوّه اللدود ميّت على ايدينه، او على الأقل مسجون وراسه بالأرض.
كمّل طريقه ورفع جواله ، اتصل على "ثالث أفراد العصابة"
: جهّز نفسك يامحمد ، بدينا الحرب على عيسى وعياله
محمد : لاتوصي حريص، مراقب كل تحركاتهم
جابر : بكرة قبل الفجر لازم نكون منتهين من موضوعه .
محمد : صار له يومين مختفي واليوم قبل صلاة الظهر وصل بيته، اعتقد انه يخطط لشيء !
جابر : مايبي لها تفكير ، لكن لازم نكون حريصين ، ان راح من يديننا هالمرة بنفقد كل اللي سعينا له طول السنين
محمد : ماراح نخسر ولانفقد اكثر من اللي فقدنا .

البارت الرابع

العصر ، بيت أبو راكان :
كان يجلس بصدر المجلس العربي الفخم، وعلى يمينه زوجته أم راكان وقبالهم المقهوية وبيدينها الدلّة والفناجيل وتقهويه
دخل راكان ببدلة الشرطة وكان يمشى بخطوات ثقيلة ، لما شاف أمه وابوه ارتسمت إبتسامة على محيّاه وإرتفع صوته بكل المجلس : السلام عليكم .
ابو راكان : وعليكم السلام.. وين اخوانك
راكان وهو يجلس : مدري عنهم
أخذ فنجال القهوة من المقهوية وناظر لأبوه وقال بهدوء : ياليت ماتتأخر يبه تعرف دوامي بعد نص ساعه يبدأ
ابو راكان : ماني متأخر، موضوع لازم تعرفونه
إتجهت نظراتهم للباب لما سمعوا صوت خطوات ، دخلت ثريّا
بأبهى طلة وكأنها حاضرة جمعة بنات مو إجتماع اهل بسيط .
ابتسمت لهم وسلمّت على راس ابوها وجلست بالكنبة المقابلة لكنبة راكان ، وكانت فرصة راكان انه يرمقها بنظرات حادة
لكن ما إهتمت له ثريّا والتفتت لأبوها : من زمان مو جامعنا يبه
ان شاءالله خير ؟
ابو راكان : خير وانا ابوك ، بسيط الموضوع
ثريّا كأنها عرفت وش هو وقالت بإندفاع : اذا سفرة فكنا منها
انا بعد يومين تدشين كتابي
ناطر لها بنظرات قاسية الجمتها وكمّل راكان : مشكلة جنون العظمة
تبيني أحرق معرض الكتاب بكبره ؟
ثريّا كانت تدري انه صادق ويقدر يسويها بكل سهولة
لكنها ماوضحّت خوفها منه : خير ان شاءالله استاذ راكان ؟
وين عايشين حنا ؟ وخير وإذا ضابط ونقيب؟
وربي لو حصل هالشيء لأبلغ عليك !
اتسعت إبتسامة راكان ورجفت ثريا ورفعت جوالها لاشعورياً : مع الدليل طبعاً، انا مسجلة كلامك !
ناظرت لأبوها بعيون تلمع وصوت راجف من القهر : يبه ليش ساكت ؟ تخيل انه مستعد يحرق ويضر الناس ويدمر مستقبلي ومستقبل غيري لإنه خايف من كلام الناس !
سكتت ثواني وناظرت فيه وكملت : على فكرة ابوي راضي ، انت ليش تتدخل !
استفزته بتحديها له وإستحقارها له ولمكانته ، فضّل الصمت على انه يجادلها أكثر ويزيد بأفكاره الضادّه لها.‏
ابو راكان بحزم : راكان ؟ هالكلام تقوله لأختك وانا جالس ؟ ياحيف عليك
تبيني افصلك واخليك تعرف شلون تستخدم سلطتك ؟
قطع حوارهم دخول نجلاء، كانت تتمخطر بمشيتها وكأنها أميرة ، وقالت وهي تتجّه لهم : خله يسيئ استخدام سلطته ، ولا حرام على راكان وحلال على ابوه اللي مابقى ادمي ضعيف ماظلمه ونهَب حقّه !
ابو راكان حسّ الدم يفور بعروقه ووقف لاشعورياً ومسكته ام راكان بقوّة ووقفت جنبه وهمست بحذر : ماعندها الا الكلام ، اتركها عنك، لاتخليها تحقد اكثر ويصير شي مانبيه ..ترا ماهي مثل ثريا ، هذي باسها شديد وماينقدر لها !

البارت الخامس

سكت أبو راكان وحاول يهدي أعصابه ، وعيونه بعيون نجلاء الساخرة
كانت تخفي ضعفها بنظرات حادة ، وتّرتها نظرات ابوها ولمّت عبايتها على صدرها بقوة وقالت بهدوء : عموماً مايلزمني إجتماعكم
وسياسة عائلتكم ماتعنيني ، انا معزومة مع صديقاتي وبطلع .
عطتهم ظهرها ومشت خطوتين ، وقفت وإلتفتت لهم
وقالت بإستحقار : اذا في شيء مهم مرة مرة اكتبوه بورقة و..
سكتت شوي وكمّلت : وانقعوها واشربوا مويتها، على بالكم بقول عطوني اقرأها ، ماتهموني كلكم ، الله ياخذكم ولايبقّي منكم احد .
حوّلت نظراتها لـ ثريّا وقالت بقهر : حتى اختي بنت امي اللي نست حق امي وفجأة سبحان الله صار ابوي غاليها ، حبيبتي ابوي يعطيك فلوس ويدعمك معنويًا ومادياً عشان تنطمين وتسدين حلقك عن مصايبه .
ثريّا رجفت ونزلت عيونها بالأرض ، ابو راكان ماتمالك أعصابه ووقف واتجه لها بخطوات سريعة ورفع كفّه وبرمشة عين هبط على خدها الأيسر ، وبعدها ماشافها قدام عينه لإنها طاحت وارتطمت بالأرض بقوّة ، حست جسمها كله تخدر من الضربة وغمّضت عيونها بقوّة لما ارتفع صوت ابوها بالبيت كلّه : فاطمـــة ، يازفت يافاطمـــة
بلمح البصر كانت واقفة قدامه فاطمه وهي تنتفض من خوفها وبصوت مرتبك : سم طال عمرك..
ابو راكان رفس نجلاء برجله وقال بإحتقار : خذي هالكلبة ، قفلي عليها وان شفتها طالعة برا غرفتها قفلت عليك معاها وذبحتكم كلكم وريّحت راسي منكم !
فاطمة حست نار تسري بجسمها من الخوف والغبنة وقلة الحيلة وانحنت بدون شعور وتردد لمستوى نجلاء ورفعتها عن الأرض وساعدتها لين وقفت قبال ابوها.
كان شعر نجلاء منتثر على وجهها ومغطي ملامحها ، أستجمعت صوتها وقالت بضعف : تشبه إبليس بكلّ شيء .. طويل عمر وظالم .
ابتسمت بتشفّي : حتى نهايته تشبه نهايتك ..
اسوء نهاية على وجه الأرض ، وهذا وعد ربّاني .
انحنت وأخذت طرحتها من الأرض ،وانحنت معاها فاطمة وجمعت بعض أغراضها اللي انتثرت من شنطتها وقت ماطاحت ، وطلعوا من المجلس بنفس الوقت اللي دخلت فيه أفنان وكانت مستغربة أشكالهم، وكانت بتسأل شفيهم لكن لما شافت ملامح ابوها معصب واخوانها ساكتين عرفت السبب ، جلست جنب ثريّا وهمست : وش صاير ؟
ثريا : ماتعرفين نجلاء ولسانها
افنان : هذي مو صاحية ؟
ابو راكان التفت لراكان وقال بحدة : دق على الزفت الثاني شف وينه، ليش هالتأخير
راكان : جاي بالطريق .
خمس دقايق ودخل عليهم سليمان ، سلم على ابوه وأمه وجلس جنب راكان وكان مستغرب عصبية أبوه لكن ماتوّقع انه بسبب نجلاء .
راكان : هذا حنا اكتملنا ، اسلم يبـه .
إتجهت نظراته الجميع له ، وكل واحد يخمن من عنده ..
google-playkhamsatmostaqltradent