الرواية الجديدة للكاتبة أميرة مدحت، رواية اقتسره العشق وسوف نشاركم الرواية كاملة جميع الفصول من الفصل الأول إلى الفصل الأخير، وذلك بسبب تميز الكاتبة لغويًا ونحويًا في كتابة الرواية، وتشكيل الكلمات العربية.
أجابت بعدم لامبالاة:
-مش مُهم، المُهم إن أنا أعرفك كويس أوي، رغم إني واثقة أن أول ما أمشي من هنـا هتجيب كل المعلومـات عني.
سألهــا بتهكم:
-أومال إيه المُهم؟؟..
عدلت "كارمـا" ياقة قميصها، ثم نظرت لهُ بجدية وهي تقول سبب حضورها بلهجة حــادة:
-جاية أتناقش معاك بخصوص إللي إنت وأبوك بتعملوه هناك في القرية.
أخذ ينظر لها "سيف" نظرات مُتفحصة، تفحصها من قمة رأسها لأخمص قدميها، فهـي فتاة ذات جمالٍ فاتن، في حين أبعدت تلك الخصلة المُتمردة من على جبينها لتضعها خلف أذنها، وقد بدأت تشتعل غضبًا من نظراتـه.
حرك رأسـه إيجابيًا وهو يسألهـا:
-وهو إيـه إللي بنعمـله؟؟..
ردت عليـه وقد ألتمعت عيناهـا بشراسة:
-عايزين تاخدوا بيوت القرويين إللي في الناحية الشرقية برُخص التمن، عشان تبنوا مصنع كبير هناك، أقدر أفهم إيه ده؟؟..
إبتسم ببرود مُجيبًا:
-وإنتي مالك؟؟.. هُمـا ماتكلموش هتيجي إنتي تتكلمي؟؟..
ردت عليه "كارمـا" وقد تقوس فمهـا بإبتسامة واثقة:
-أنا بتكلم بنيابة عنهم، وأحب أقولك إن محدش منكم يقدر يقرب من بيت واحد في القرية.
قست عينـاه لحظات دون أن تتأثر ملامحـه قائلاً:
-إنتي واثقة من نفسك أوي يا.. يا كـارمـا.
قالت "كارمـا" بإبتسامتهـا البراقة:
-طبعًا، وبعدين إنت هتعرف كل الكلام ده لمـا تبدأ تدور على معلومـات ليا، أو على غلطة ليا يمكن تذلني بيهـا، بس ماتقلقش مش هتلاقي يا سيف باشا.
صمتت قليلاً قبل أن تُشير بإصبعهـا قائلة بتحذير:
-أنا بحذرك، لو فكرت تأذي أي حد هناك أو تخرج أي حد من بيتـه وأرضـه، هتشوف تصرف تاني، بس تصرف مش هيعجبك خالص، ومش بعيد تندم.
كلماتهـا أثارت حنقـه، فـ أظلمت عينيـهِ وظهر بريق مُخيف وهو يسألهـا بحدة:
-إنتي عارفة إنتي بتكلمي مين؟؟..
نظرت لـه شزرًا وهي تُجيبــه:
طبعًا عارفة، بس أنا مش فـارق معايا، إنت فاكر إني مُمكن أخاف منك!..
لمعت عينـاه بسُخرية مُتسائلاً:
-أومال بتخافي من إيـه؟؟..
قالت بقوة لا مثيل لهـــا:
-مش بخاف غير من إللي خلقني.
ابتسم "سيف" رغم عنـه وهو يراقب تألق عينيهـــا المشتعلتين، تلك العينين بلون الأزرق إلا أنهمـــا في قوة الصخر، إلا حين تكلم قــال بتحدي:
-بس إنتي هتخافي مني.
ضحكت بتهكم وهي ترد:
لو فكرت إني مُمكن أخـاف منك تبقى عبيط أوي.
جذبهـــــا من معصمهــــا بقسوة وهو يقول بنبرة شريرة:
-لسانك ده شكلـهُ هيتقطـع على إيدي.
ألتمعت عيناهـا بشراسة وهي تُردف بـ:
-أبعد إيدك عني وإلا أُقسم بالله لو ما سبتهـا لهتشوف مني رد فعل عُمرك ما شوفتـه.
إبتسم "سيف" إبتسامةٍ متشكلةٍ مع قساوة وجهه وهو يقول بلهجة غريبة:
-هبلغـه طبعًا، والرد هيوصلك في أسرع وقت مُمكن.
كانت على وشك المُغادرة من المكان ولكن عقب نطقـه بالكلمة الأخيرة، ألتفتت إليـهِ تنفض شعرهـا بنعومـة وهي تبتسم برقة، بينمـا عيناهــا تلمعان بـ تحدي غريب:
-وأنا في إنتظار الرد يا.. يا سيف باشا.
رمقتــه بتحدي سافر قبل أن ترتدي نظارتهـا الشمسية وتتحرك نحو الباب بخُطى واثقة للغاية، ظل ينظر إليهــا بتعابير غير مقروءة حتى غادرت المكان، عاد إلى الجلوس أمام مكتبـه ثم تراجع أكثر رافعًا كلتـا كفيهِ أمام وجهه مشبكًا أصابعـه مُبتسمًا بدون تعبير معين، همس لنفســه بهدوء وقد بدت التسلية تظهر عليـــهِ قليلاً:
-واضح أن أنـا هستمتع أوي.
---
تنهدت "كارمــا" بـ عُمق بعد أن أستقلت سيارتهــا، حدقت على المقود بعينين جامدتين وهي تفكر ما سيحدث بعد تلك المُقابلة، زمت شفتيهــا بـ عناد وهي تهز رأسهــا نفيًا بقوة، ثم قالت بحدة:
-مش هيحصل، مش هخليهم يقربوا منهم.
همست لنفسهــا بثقة:
-وأنا أعدلكم، أمـا نشوف أخرتهـا إيـه.
---
تابــــع بإهتمام شديد خروجهـــا من الشركة بخطواتهـا الثابتة، سحب نفسًا عميقًا حينمـا رأهــا أستقلت سيارتهــا وغادرت، فـ أخرج هاتفــه من جيب بنطالــه وهو يضغط على رقم مـا، ووضعــه على أذنـه مُنتظرًا الرد بـ فارغ الصبر حتى أتـــاه فـ قال بإبتسامة واثقة:
-زي ما قولت يا باشـا، راحتلــه الشركة عشان تهدده.
صمت قليلاً وهو يسمـع رد الطرف الثاني، فقال بجدية:
-بس بصراحة يا باشـا البنت شكلهـا قوية جدًا، وهي فعلاً مش هتسكت.
تابــع مُضيفًا بحذر:
-وبعدين هي خلاص دخلت حرب من غير ما تفكر، يعني حياتهـا تقريبًا بقت في خطر.
رد عليـه الطرف الآخر بلهجة شـاردة:
-فعلاً، وأول حاجة هيعملوهـا أنهم هيفكروا يقتلوهــــا، لأنهـا وقعت في إيد عصابة وهي مش حاسـة.
"أَنَتْهَـاءُ الفَصْلُ الأَوَّلُ"
نبذة عن رواية اقتسره العشق
هو فهـد آل نصـــار، عنيد وصـارم، صفتــان دفع ثمنهمـا باهظًا، لكنهمـا كانتـا خلف الكثير من مكاسبـه، ما أراد شيئًا إلّا ونالـه، لم يعرف معنى الحب، أتت هي بـ قوتهــا وشجاعتهــا إلى حياتـــه بإرداتهــــا، فـ سرقت قلبــه، ستقتحم المصائب والأعداء حياتــه بسببهــــا، ولكن تلك الحورية المغويـة التي لم يرغب بسواهـا أبدًا كانت لعنتـــه، فـ اقتسره ’’قهره، غلبـه‘‘ العشق.
سيف النصار
هي وحيدة تمامًا، على الرغم من الألم الحـارق الذي بداخل قلبهــا، إلا أنهـا أظهرت قوتهـا دائمًا، الجميــع يُريدُ قتلهــا، حتى أقرب الأشخاص إليهــا، فـ باتت سجينــة ظلــه بل عشقـــه، حتى أصبح فهد آل نصــار هو الوحيد الذي تربع على عرش قلبهــا.
رواية اقتسره العشق |
رواية اقتسره العشق الفصل الأول
تُفتـح أبواب الجحيـم حينمـــا تبدأ الحرب
ولكن لا يعلمون أن الجحيـم يتسـع للجميــع
ولكن لا يعلمون أن الجحيـم يتسـع للجميــع
وقف "سيـف النصـار" أمام اللوح الزجاجي العريض الذي يُغطي البناية، ينظر للخارج حيثُ يتميز بالونـه الغامق الذي يعكس الصورة فـ لا يرى من بالخارج الذي بالداخل، ومضى ينظر للبعيد، إنّـهُ بإستطاعتهُ أن يرى المدينة كلها من هذا العلو الشاهق، ألتوى فمهُ بشبه إبتسامة ماكرة على ما ينوي فعلهُ، تحرك نحو مكتبــه ثم جلس على مقعده الجلدي، أخرج من جيب بنطالهُ سجائره ليشعل إحداها بسُرعة، أستنشق دخانها بقوة قبل أن ينفثهُ ببُطئ، شبك أصابع يديـهِ وأستند بـ ذراعيـه على سطح المكتب مُفكرًا بعُمق في أمرًا ما.
في نفس الوقت في الخارج، جلست السكرتيرة بعد أن أعدت لنفسهـا مشروبٍ دافئ، تنهدت بعُمق ولكن قبل أن تبدأ بقراءة الأوراق..
-صباح الخير.
إنتبهت السكرتيرة للصوت، فـ رفعت وجههـا لتبتسم لهـا إبتسامة صغيرة وهي تُرد عليهـا بنبرة عملية:
-صباح النور يا فندم.
قالت بصوتٍ قوي:
-بعد إذنك أنا عايزة أقابل سيف باشا النصـار.
سألتهـا بجدية:
-في ميعاد سابق؟؟..
ردت عليهـا بصوتٍ حـاد:
-لأ، بس لازم أقابلـهُ.
حركت رأسهـا إيجابيًا مُتسائلة:
-طب نقولـهُ مين؟؟..
ردت عليهـا ببساطة:
-معلش هقول أنا مين لمـا أقابلهٌ بنفسي، هو فاضي دلوقتي؟؟..
رفعت السكرتيرة حاجبيهـا وهي تُجيب:
-أيوة فاضي بس لازم أعرف حضرتك مين؟؟..
ردت مُبتسمة ببرود:
-مش لازم، أنا هاروحلـهُ بنفسـي.
هبت السكرتيرة واقفة محاولة الإلحاق بهـا، ولكن الأخيرة لم تعبئ بهــا، عيناهـــا تنظر على هدف مُحدد، وقد ألتمعت بالخطر المُهدد رغم برود نظراتهـا، أقتحمت غُرفة مكتبــه بخُطى ثابتة، فـ رفع "سيف" رأســه نحوهــا وقد عقد ما بين حاجبيـهِ، بينمـا أظلمت عينــاه تلقائيًا من تلك الحركة الجريئة، دخلت السكرتيرة وهي تلهث قائلة بخوف:
-والله يا سيف بيه حاولت أمنعهـا بس معرفتش.
أشـار لهـا بالخروج، فـ أمتثلت لأمره، بينمـا عيناهــا ترمقانـه بنظرات قوية على الرغم من أنهـا قد ألتمعت بغضبٍ خفي، نهض "سيف" عن مقعدهُ وهو ينظر لها نظرات مُظلمة قليلاً، وسار نحوها بخُطوات ثابتة، أمّا هي فـ أخذت تنظر لهُ بتدقيق ورفعت رأسهـا بشموخ، لاحظت هيئتهُ الضخمة ولكن لم تهتز، وقف أمامها بشموخ ووضع كفي يدهُ بداخل جيب بنطالهُ وأمعن النظر فيها.
-صباح الخير.
إنتبهت السكرتيرة للصوت، فـ رفعت وجههـا لتبتسم لهـا إبتسامة صغيرة وهي تُرد عليهـا بنبرة عملية:
-صباح النور يا فندم.
قالت بصوتٍ قوي:
-بعد إذنك أنا عايزة أقابل سيف باشا النصـار.
سألتهـا بجدية:
-في ميعاد سابق؟؟..
ردت عليهـا بصوتٍ حـاد:
-لأ، بس لازم أقابلـهُ.
حركت رأسهـا إيجابيًا مُتسائلة:
-طب نقولـهُ مين؟؟..
ردت عليهـا ببساطة:
-معلش هقول أنا مين لمـا أقابلهٌ بنفسي، هو فاضي دلوقتي؟؟..
رفعت السكرتيرة حاجبيهـا وهي تُجيب:
-أيوة فاضي بس لازم أعرف حضرتك مين؟؟..
ردت مُبتسمة ببرود:
-مش لازم، أنا هاروحلـهُ بنفسـي.
هبت السكرتيرة واقفة محاولة الإلحاق بهـا، ولكن الأخيرة لم تعبئ بهــا، عيناهـــا تنظر على هدف مُحدد، وقد ألتمعت بالخطر المُهدد رغم برود نظراتهـا، أقتحمت غُرفة مكتبــه بخُطى ثابتة، فـ رفع "سيف" رأســه نحوهــا وقد عقد ما بين حاجبيـهِ، بينمـا أظلمت عينــاه تلقائيًا من تلك الحركة الجريئة، دخلت السكرتيرة وهي تلهث قائلة بخوف:
-والله يا سيف بيه حاولت أمنعهـا بس معرفتش.
أشـار لهـا بالخروج، فـ أمتثلت لأمره، بينمـا عيناهــا ترمقانـه بنظرات قوية على الرغم من أنهـا قد ألتمعت بغضبٍ خفي، نهض "سيف" عن مقعدهُ وهو ينظر لها نظرات مُظلمة قليلاً، وسار نحوها بخُطوات ثابتة، أمّا هي فـ أخذت تنظر لهُ بتدقيق ورفعت رأسهـا بشموخ، لاحظت هيئتهُ الضخمة ولكن لم تهتز، وقف أمامها بشموخ ووضع كفي يدهُ بداخل جيب بنطالهُ وأمعن النظر فيها.
بقلم أميرة مدحت
رفعت عينيها لـ عينيـه مُباشرةً، فـ شعرت أنها وقعت تحت وطأة عينيهِ الصارمتين، حتى أنها كانت تقف بطولها الذي بالكاد تجاوز المتر والنصف ببضعة سنتيمترات، ولكن نجح كعب حذائها المرتفع بإيصالها مستوى كتفيهِ، وقـد شدت خصـلات شعـرها البُنـي الكثيـف خلف عنقها بقوة وببعضُ من القسوة في حين ألتمع عنقها الأبيض بطولهُ لينتهي خلف قبة قميص البني، أخذ يتفحصها بدقة، ليعود برفع بصرهُ إلى وجهها ليراهُ متوجهًا بالحمرة من تفرسهُ البطيئ بها، ورأى عيونهــا الزرقـاء تلتمع بالحنق، فإبتسم لها ببرود ونظر إليها بـ نظرات توحي بالشر الدفين، ثم قال أخيرًا بصوتٍ لا يحمل أيّ نوع من الترحيب:
-مين حضرتك؟؟.. وإزاي تُدخلي بالطريقة دي؟؟..
ردت عليـه مُبتسمة ببرود:
-دخلت بالطريقة دي لأن السكرتيرة فضلت تسأل كتير، ولا كأني راحة أقابل وزير، بالنسبة أنا مين..
أتسعت إبتسامتهــا القوية وهي تُرد بثقة:
-أنا أبقى كارمـا عزيـز.
-مين حضرتك؟؟.. وإزاي تُدخلي بالطريقة دي؟؟..
ردت عليـه مُبتسمة ببرود:
-دخلت بالطريقة دي لأن السكرتيرة فضلت تسأل كتير، ولا كأني راحة أقابل وزير، بالنسبة أنا مين..
أتسعت إبتسامتهــا القوية وهي تُرد بثقة:
-أنا أبقى كارمـا عزيـز.
ضاقت حدقتـاه وأخد يرمقهــا بـ نظراتٍ قوية، لن ينكر جمالـهـــا الذي يسرق الأبصـار، فهي ذات وجنتين وردتين وعينين واسعتين زرقاوتين بأهدابٍ جذابةٍ وشعرٍ كستنائيًّ طويــل، ومع ذلك قال بصوتٍ بــارد وهو يحك رأسـه:
-أمم، بس أنا معرفكيش يا كارمـا.
أجابت بعدم لامبالاة:
-مش مُهم، المُهم إن أنا أعرفك كويس أوي، رغم إني واثقة أن أول ما أمشي من هنـا هتجيب كل المعلومـات عني.
سألهــا بتهكم:
-أومال إيه المُهم؟؟..
عدلت "كارمـا" ياقة قميصها، ثم نظرت لهُ بجدية وهي تقول سبب حضورها بلهجة حــادة:
-جاية أتناقش معاك بخصوص إللي إنت وأبوك بتعملوه هناك في القرية.
أخذ ينظر لها "سيف" نظرات مُتفحصة، تفحصها من قمة رأسها لأخمص قدميها، فهـي فتاة ذات جمالٍ فاتن، في حين أبعدت تلك الخصلة المُتمردة من على جبينها لتضعها خلف أذنها، وقد بدأت تشتعل غضبًا من نظراتـه.
حرك رأسـه إيجابيًا وهو يسألهـا:
-وهو إيـه إللي بنعمـله؟؟..
ردت عليـه وقد ألتمعت عيناهـا بشراسة:
-عايزين تاخدوا بيوت القرويين إللي في الناحية الشرقية برُخص التمن، عشان تبنوا مصنع كبير هناك، أقدر أفهم إيه ده؟؟..
إبتسم ببرود مُجيبًا:
-وإنتي مالك؟؟.. هُمـا ماتكلموش هتيجي إنتي تتكلمي؟؟..
ردت عليه "كارمـا" وقد تقوس فمهـا بإبتسامة واثقة:
-أنا بتكلم بنيابة عنهم، وأحب أقولك إن محدش منكم يقدر يقرب من بيت واحد في القرية.
قست عينـاه لحظات دون أن تتأثر ملامحـه قائلاً:
-إنتي واثقة من نفسك أوي يا.. يا كـارمـا.
قالت "كارمـا" بإبتسامتهـا البراقة:
-طبعًا، وبعدين إنت هتعرف كل الكلام ده لمـا تبدأ تدور على معلومـات ليا، أو على غلطة ليا يمكن تذلني بيهـا، بس ماتقلقش مش هتلاقي يا سيف باشا.
صمتت قليلاً قبل أن تُشير بإصبعهـا قائلة بتحذير:
-أنا بحذرك، لو فكرت تأذي أي حد هناك أو تخرج أي حد من بيتـه وأرضـه، هتشوف تصرف تاني، بس تصرف مش هيعجبك خالص، ومش بعيد تندم.
كلماتهـا أثارت حنقـه، فـ أظلمت عينيـهِ وظهر بريق مُخيف وهو يسألهـا بحدة:
-إنتي عارفة إنتي بتكلمي مين؟؟..
نظرت لـه شزرًا وهي تُجيبــه:
طبعًا عارفة، بس أنا مش فـارق معايا، إنت فاكر إني مُمكن أخاف منك!..
لمعت عينـاه بسُخرية مُتسائلاً:
-أومال بتخافي من إيـه؟؟..
قالت بقوة لا مثيل لهـــا:
-مش بخاف غير من إللي خلقني.
ابتسم "سيف" رغم عنـه وهو يراقب تألق عينيهـــا المشتعلتين، تلك العينين بلون الأزرق إلا أنهمـــا في قوة الصخر، إلا حين تكلم قــال بتحدي:
-بس إنتي هتخافي مني.
ضحكت بتهكم وهي ترد:
لو فكرت إني مُمكن أخـاف منك تبقى عبيط أوي.
جذبهـــــا من معصمهــــا بقسوة وهو يقول بنبرة شريرة:
-لسانك ده شكلـهُ هيتقطـع على إيدي.
ألتمعت عيناهـا بشراسة وهي تُردف بـ:
-أبعد إيدك عني وإلا أُقسم بالله لو ما سبتهـا لهتشوف مني رد فعل عُمرك ما شوفتـه.
صمت قليلاً يحدق فيهـا بإندهـاش مصدوم، لم يشعر بنفسـه وهو يترك معصمهـا بمنتهى الهدوء، تأملهـــا مَلِيًّا.. ليرى أنهــا تمتلك رزانة وثقة بالنفس أثارت إعجابــه خلال الدقيقتين اللتين وقفت بهمـا أمامــه، رمش بعينيـه قليلاً كي يمحو مال قد يظهر بهمـا غدرًا، في حين عادت تقف بثبات وهي ترمقــه بـ نظرة شامخــة قوية:
-كويس، ياريت تبلغ والدك بكُل كلمة قولتهـالك، وللمرة الأخيرة أنا بحذرك تقرب منهم أو من بيوتهم وأرضهم.
إبتسم "سيف" إبتسامةٍ متشكلةٍ مع قساوة وجهه وهو يقول بلهجة غريبة:
-هبلغـه طبعًا، والرد هيوصلك في أسرع وقت مُمكن.
كانت على وشك المُغادرة من المكان ولكن عقب نطقـه بالكلمة الأخيرة، ألتفتت إليـهِ تنفض شعرهـا بنعومـة وهي تبتسم برقة، بينمـا عيناهــا تلمعان بـ تحدي غريب:
-وأنا في إنتظار الرد يا.. يا سيف باشا.
رمقتــه بتحدي سافر قبل أن ترتدي نظارتهـا الشمسية وتتحرك نحو الباب بخُطى واثقة للغاية، ظل ينظر إليهــا بتعابير غير مقروءة حتى غادرت المكان، عاد إلى الجلوس أمام مكتبـه ثم تراجع أكثر رافعًا كلتـا كفيهِ أمام وجهه مشبكًا أصابعـه مُبتسمًا بدون تعبير معين، همس لنفســه بهدوء وقد بدت التسلية تظهر عليـــهِ قليلاً:
-واضح أن أنـا هستمتع أوي.
---
تنهدت "كارمــا" بـ عُمق بعد أن أستقلت سيارتهــا، حدقت على المقود بعينين جامدتين وهي تفكر ما سيحدث بعد تلك المُقابلة، زمت شفتيهــا بـ عناد وهي تهز رأسهــا نفيًا بقوة، ثم قالت بحدة:
-مش هيحصل، مش هخليهم يقربوا منهم.
همست لنفسهــا بثقة:
-وأنا أعدلكم، أمـا نشوف أخرتهـا إيـه.
---
تابــــع بإهتمام شديد خروجهـــا من الشركة بخطواتهـا الثابتة، سحب نفسًا عميقًا حينمـا رأهــا أستقلت سيارتهــا وغادرت، فـ أخرج هاتفــه من جيب بنطالــه وهو يضغط على رقم مـا، ووضعــه على أذنـه مُنتظرًا الرد بـ فارغ الصبر حتى أتـــاه فـ قال بإبتسامة واثقة:
-زي ما قولت يا باشـا، راحتلــه الشركة عشان تهدده.
صمت قليلاً وهو يسمـع رد الطرف الثاني، فقال بجدية:
-بس بصراحة يا باشـا البنت شكلهـا قوية جدًا، وهي فعلاً مش هتسكت.
تابــع مُضيفًا بحذر:
-وبعدين هي خلاص دخلت حرب من غير ما تفكر، يعني حياتهـا تقريبًا بقت في خطر.
رد عليـه الطرف الآخر بلهجة شـاردة:
-فعلاً، وأول حاجة هيعملوهـا أنهم هيفكروا يقتلوهــــا، لأنهـا وقعت في إيد عصابة وهي مش حاسـة.
"أَنَتْهَـاءُ الفَصْلُ الأَوَّلُ"